في ظل الصراع المحتدم في الانتخابات الرئاسية الامريكية اقترب الجمهوري ميت رومني من منافسة الديمقرطي باراك أوباما على مقعد الرئيس في الانتخابات القادمة. فقد فاز ميت رومني في الانتخابات التمهيدية التي أجراها الحزب الجمهوري في ولاية نيوهامشير (شمال شرق) أمس الثلاثاء، لاختيار مرشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية، متقدما بفارق كبير عن النائب عن تكساس رون بول. وحل رومني، الحاكم السباق لولاية ماساشوستش (شمال شرق)، أولا بحصوله على 36% من الأصوات، يليه رون بول ثانيا ب25% وجون هانستمان ثالثا ب18% من الأصوات، حسب نتائج استطلاع لآراء الناخبين نشرته شبكة سي إن إن الأميركية, وفقا للجزيرة نت. وحل الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، الذي أثارت تصريحاته حول القضية الفلسطينية جدلا كبيرا، في المركز الرابع ب11% متقدما بفارق نقطة مئوية واحدة فقط عن المحافظ المسيحي ريك سانتوروم الذي اكتفى ب10% من الأصوات. وكانت استطلاعات الرأي قد رجحت منذ أشهر فوز رومني (64 عاما) في نيوهامشير، رغم هجمات منافسيه خاصة بسبب تاريخه في شراء المؤسسات المفلسة وإعادة بيعها. وبهذا الفوز أصبح رومني أول مرشح جمهوري يفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب في كل من أيوا (وسط) ونيوهامشير منذ أكثر من ربع قرن. وإثر نشر النتائج، قال رومني مخاطبا حشدا من مناصريه تجمع أمام مقر حملته الانتخابية في مانشستر بنيوهامشير، "لقد صنعنا التاريخ هذا المساء". وشن رومني حملة على الرئيس باراك أوباما، وقال على وقع هتافات مؤيديه إنه "قبل أربع سنوات جاء باراك أوباما إلى نيوهامشير واعدا بمصالحة الناس، وبإصلاح النظام السياسي في واشنطن، وبإعادة النهوض ببلدنا. واليوم نحن أمام حصيلة عمل مخيبة للآمال". وكانت صحيفة أمريكية بارزة قد انتقدت السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما خصوصًا ما يتعلق منها بمصر, مشيرة إلى أنها قد تمنعه من الفوز بفترة جديدة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تكون أحد العوائق الكبيرة في طريقه نحو فترة رئاسية ثانية، خاصة مع انخفاض شعبيته في الشرق الأوسط بخاصة مصر، فشعبيته في المنطقة العربية ارتفعت إلى عنان السماء عقب الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة في بداية فترته الرئاسية ووعد بالتعامل المبني على أساس الاحترام المتبادل مع العالم الإسلامي، لكن هذا الأمر تغير مع تأخره في دعم ثورتهم ضد الاستبداد. وأضافت الصحيفة: في سنته الأولى أوفد أوباما رسالتين إلى المرشد العام للثورة الإيرانية علي خامنئي مع إبقاء مسافة من الحركة الثورية الخضراء، وصافح هوجو تشافيز رئيس فنزويلا، وسعى "لإعادة ضبط" العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأرسل مبعوثين لبشار الأسد في دمشق، كما ألقى خطابًا عالج فيه مشاكل العالم الإسلامي من القاهرة. وأضافت أن النتائج كانت هزيلة، فقد رفض خامنئي رسالة أمريكا، وتحسنت العلاقات مع بوتين لفترة ولكن عادت من جديد أجواء الحرب الباردة، وفي مصر والشرق الأوسط شعبية أوباما هي أقل بكثير عما كانت عليه عندما قدم خطابًا في القاهرة. وأرجعت الصحيفة ذلك إلى إساءته التصرف في دعم الثورات الشعبية ضد الاستبداد، وسوء توقيته في اتخاذ القرار الصائب، حيث كان دائمًا يتأخر في دعم الثورات، فبعد تأخره في دعم الحركة "الخضراء" الثورية في إيران، تأخر أيضًا كثيرًا في دعم الانتفاضات الشعبية في مصر وسوريا والبحرين وأماكن أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن عواقب كل ذلك بدأت تظهر على وجوه الناخبين، وربما تظهر في صناديق الاقتراع، لتشكل ثورات الربيع العربي أحد العوائق أمام فترة رئاسية ثانية.