اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية المعنية بحقوق الانسان النظام السوري بأنه قام بنقل عدد كبير من المعتقلين إلى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية الذين يقومون حاليا بمهمة في سوريا، وذلك استنادا على مقابلات مع أفراد من قوات الأمن السورية. ونقل راديو (سوا) الأمريكي اليوم الأربعاء، عن المنظمة قولها :"إن السلطات السورية نقلت ربما مئات المعتقلين إلى مواقع عسكرية ممنوعة على المراقبين العرب، داعية الجامعة العربية في الوقت ذاته إلى المطالبة بدخول كل مواقع الاعتقال بموجب اتفاقها المبرم مع الحكومة السورية".
وكتبت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة ساره ليا ويتسن في بيان أن "الحكومة السورية أظهرت أنها لن تتراجع أمام أي شيء لعرقلة مراقبة مستقلة للقمع الذي تمارسه"، داعية الجامعة إلى "الرد على هذه الحجج والإصرار بشكل واضح على الوصول إلى كل المعتقلين".
وأكدت ساره ليا ويتسن أن "خداع سوريا يجعل من الضرورة على الجامعة العربية أن تضع خطوطا واضحة فيما يتعلق بضرورة الوصول إلى المعتقلين، على أن تكون الجامعة مستعدة للجهر بالقول حينما يتم تجاوز تلك الخطوط".
وأوضحت ويتسن أن "التغطية على وجود عناصر الجيش بارتدائهم زي الشرطة لا يعد استجابة لدعوة الجامعة العربية سحب الجيش" من الشوارع.
ودعت الجامعة العربية إلى "تجاوز الخداع الحكومي السوري بالضغط للمطالبة بالوصول إلى أي مكان يحتجز فيه معتقلون وصولا كاملا".
من جانبه، قال أحد أفراد قوات الأمن السورية في حمص معقل الحركة الاحتجاجية في وسط البلاد، لهيومن رايتس ووتش بعد توقيع البروتوكول إن مدير سجن المدينة أمر بنقل معتقلين.
وأضاف المصدر نفسه أن بين 400 إلى 600 معتقل نقلوا في 21 و22 من الشهر الجاري إلى مراكز اعتقال أخرى وخصوصا إلى مركز عسكري لإنتاج الصواريخ يقع في زيدل قرب حمص.
ونقل عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته القول إن "عمليات النقل تمت على دفعات"، موضحا أن "بعض المعتقلين نقلوا في سيارات جيب مدنية بينما نقل آخرون في شاحنات بضائع".
وتابع المصدر: "كنت أقوم بتجميع المعتقلين ووضعهم في الشاحنات والأوامر التي صدرت من مدير السجن كانت تقضي بنقل المعتقلين إلى خارجه".