دعت واشنطن الاثنين السلطات اليمنية إلى ممارسة ضبط النفس في مواجهة المتظاهرين اليمنيين، في وقت اعلنت فيه السلطات الأمريكية أنها تنظر في طلب تقدم به الرئيس اليمني المنتهية ولايته علي عبد الله صالح بالسفر إلى الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم البيت الأبيض أن جون بيرنانت كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب دعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
وتأتي دعوة بيرنانت بعد يوم من إقدام القوات الموالية لصالح على قتل 13 متظاهرا كانوا يطالبون بمحاكمته. وقال جوش إيرنيست نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أن بيرنانت دعا، خلال اتصال هاتفي مع منصور، جميع الأطراف اليمنية إلى "الامتناع عن القيام بأفعال مستفزة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من العنف".
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض "قال نائب الرئيس هادي إنه شرع في إجراء تحقيق بشان القتلى والجرحى وإنه سيبذل قصارى جهده لمنع المزيد من إراقة الدماء".
"قيد النظر" في هذه الاثناء، اعلنت السلطات الأمريكية أنها تدرس طلبا تقدم به صالح للسفر إلى الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول امريكي رفيع الاثنين إنه سيسمح لصالح بالدخول إلى الولاياتالمتحدة إذا كان لا يزال بحاجة إلى رعاية طبية جدية جراء الجروح التي أصيب بها خلال محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يونيو/ حزيران الماضي. . ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمريكي، رفض الكشف عن هويته، أن مكتب الرئيس صالح اتصل بالسفارة الأمريكية في صنعاء وأعرب عن رغبته في زيارة الولاياتالمتحدة من أجل "علاج طبي متخصص".
وأضاف المسؤول أن طلب صالح "قيد النظر الآن". وتابع قائلا "السبب الوحيد الذي سيدعو إلى الموافقة على سفر الرئيس صالح إلى الولاياتالمتحدة سيكون العلاج الطبي".
"تهدئة التوتر" يذكر أن صالح قال يوم السبت الماضي إنه سيغادر إلى الولاياتالمتحدة من أجل تهدئة التوتر السائد في بلاده. وأضاف أنه لا يسعي للحصول على رعاية طبية في الولاياتالمتحدة.
وكان صالح وقع اتفاقا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي يقضي بنقل صلاحياته إلى نائبه ويعد بالتنحي عن السلطة بحلول فبراير/ شباط المقبل مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة القضائية.
لكن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت مظاهرات خلال الأيام الماضية تدعو إلى محاكمة صالح وعدم تمتعه بالحصانة. مظاهرات مؤيدة ومعارضة
على صعيد التطورات الميدانية، فتح مسلحون يرتدون الزي المدني النار على اعتصام نفذه ضباط وجنود من دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني.
ويطالب المعتصمون بإقالة رئيس دائرة التوجيه المعنوي بسبب ما وصفوه بالفساد المالي والإداري. وقطع المعتصمون الشوارع المحيطة بدائرة التوجيه المعنوي الواقعة وسط ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.
وتزامنت تلك الاحداث مع مظاهرة أخرى نظمها أنصار حزب الرئيس صالح المؤتمر الشعبي والأحزاب المتحالفة معه إحتجاجا على ما اعتبروه محاولات قوى المعارضة الالتفاف على المبادرة الخليجية.
لكن مصادر المعارضة اليمنية وصفت هذه المظاهرة بالتحرك التصعيدي الذي يهدف إلى عرقلة تنفيذ المبادرة. كما شهدت صنعاء وتعز وآب والضالع ومدن يمنية أخرى تظاهرات غاضبة منددة بتصريحات أدلى بها السفير الأمريكي لدى اليمن جيرالد فايرستاين.
وكان فايرستاين وصف "مسيرة الحياة" التي نظمتها المعارضة للمطالبة بمحاكمة صالح بأنها لم تكن مظاهرة سلمية. ووصف المتظاهرون السفير الأمريكي ب"صديق البلاطجة"، وهو الوصف الذي يطلق في اليمن على مجموعات غير نظامية يقال إنها تستهدف قوى المعارضة خلال التظاهرات. وطالب المتظاهرون السفير الأمريكي بتقديم اعتذار عاجل أو مغادرة البلاد.