استنكرت الحكومة الفرنسية، ما تعرض له الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أثناء جولته الانتخابية بمنطقة بايون (بيرينس أتلانيتك) بشمالي فرنسا حيث استقبله المئات من المتظاهرين بشمال البلاد بالهتافات والسباب. وقال رئيس الوزراء فرانسوا فيون فى بيان صحفى أمس، الخميس، أن هذه الأحداث لا ترقى إلى مستوى الديمقراطية الحديثة "التى لا تعنى العنف والسباب بل احترام الآخر". ووصف وزير الخارجية آلان جوبيه ما أسماه ب "الكمين" الذى استهدف ساركوزى من خلال المظاهرات التى قام بها عدد من الانفصاليين الباسك (منطقة الباسك) وإنضم إليهم أنصار الحزب الاشتراكى "الذين رفعوا لافتات تؤيد برنامج المرشح الاشتراكى إلى الانتخابات الرئاسية فرانسوا هولاند". ومن ناحية أخرى أكد المرشح الاشتراكى، على ضرورة أن تمر الحملات الانتخابية "دون العنف اللفظى أو الجسدى".. مشيرًا إلى أن الحق الوحيد (للمواطنين) يكمن فى التظاهر والتصويت فى صناديق الاقتراع. ومن جانبه نفى مانويل فالس مدير حملة المرشح الاشتراكى لشئون الاتصال ما تردد عن وجود أنصار لحزبه ضمن المتظاهرين الذين استهدفوا ساركوزى بالسباب والهتافات.. مشيرًا إلى أن فرانسوا هولاند وأعضاء فريقه الانتخابى يدينون "العنف" فى إشارة إلى ما تعرض له الرئيس الفرنسى. وقال إن "إتهام الرئيس الفرنسى والمتحدثة باسم حملته ناتالى موريزيت للحزب الاشتراكى بانه شارك فى هذه الأحداث لا يدل سوى على حالة البلبلة التى توجد لدى الرئيس المنتهية ولايته وفريقه". وكان مئات المتظاهرين قد استقبلوا أمس، الخميس، الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى لدى وصوله إلى منطقة بايون (بيرينس أتلانتيك) بشمال البلاد بالهتافات والسباب وحاولوا الاقتراب منه أثناء نزوله من سيارته بينما منعتهم قوات الأمن. وأضطر ساركوزى لدخول أحد البارات للاحتماء ولكن هذا لم يمنع المتظاهرين من رشق المكان بالبيض واستمروا فى ترديد الهتافات "ساركوزى رئيس الأغنياء.. ساركوزى ارحل". وانتقد الرئيس الفرنسى الذى يخوض حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية، هذه الأفعال التى قال إن" من قاموا بها هم مجرد مجموعة من الانفصاليين الباسك (إقليم الباسك) الذين لا يعرفون احترام الحياة والديمقراطية والجمهورية". وأعرب ساركوزى فى تصريحات إعلامية بينما كان لا يزال يتواجد داخل البار حيث يحتمى لرؤية عدد من أنصار الحزب الاشتراكى الذين انضموا لهؤلاء الانفصاليين من أجل ترويع "المواطنين الذين كانوا يرغبون فى التحدث معى". وانتقد الرئيس الفرنسى قبل خروجه من المكان ما اسماه ب "السلوك المعيب لحزب سياسى ديمقراطى" فى إشارة إلى الحزب الاشتراكى اليسارى. ومن جانبها إتهمت ناتالى موريزيت المتحدثة الرسمية باسم حملة ساركوزى الانتخابية الحزب الاشتراكى بتنظيم "مظاهرات شوارع" ضد الرئيس المرشح خلال زيارته التى تأتى فى إطار جولاته الانتخابية. ودعت المتحدثة الاشتراكى الفرنسى إلى ضرورة "احترام قواعد التنافس الديمقراطى، كما طالب جون فرانسوا كوبيه أمين عام الحزب الحاكم فرانسوا هولاند المرشح الاشتراكى اليسارى الفرنسى الى الانتخابات والأوفر حظًا بحسب استطلاعات الرأى "إلى ضرورة إدانة هذه المظاهرات وما تعرض له رئيس البلاد".