ارتبك الوضع العسكري والأمني مجددا في ليبيا بعدما حاولت قوات تابعة للواء خليفة حفتر، القائد العام السابق للقوات البرية في الجيش الليبي، تنفيذ ما وصفه مراقبون محليون ب«نصف انقلاب عسكري» في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وشنت هجوما مفاجئا على معسكرات تابعة لميليشيات إسلامية متطرفة في المدينة تحت اسم «كرامة ليبيا »؛ حسبما أوردت صحيفة الشرق الاوسط. على الجانب الاخر سقط نحو 140 شخصا ما بين قتيل وجريح على الأقل، في معارك دامية جرت صباح أمس وكان متوقعا تكرارها في وقت لاحق من مساء أمس. وقالت مصادر إن قوات حفتر هاجمت معسكرين؛ أحدهما تابع لسرية مالك بقيادة زياد بلعم, والثاني معسكر راف الله السحاتي الذي يقوده كل من إسماعيل الصلابي ومحمد الغرابي، بينما دارت مواجهات عنيفة حول مواقع يحتلها مسلحون إسلاميون في منطقة سيدي فرج في جنوبالمدينة. من جانبه وعد عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية أن الطائرة التي قصفت بعض معسكرات المتطرفين في مدينة بنغازي منشقة عن سلاح الطيران الليبي، وقال «إن هناك طائرة واحدة حلقت من دون أوامر منا وهذا خروج عن الشرعية». من جهة اخرى دعا الثني المواطنين في بنغازي إلى التمسك بشرعية الدولة فقط، ووصف المجموعات التي يقودها حفتر بأنها خارجة عن شرعية الدولة الليبية. وقالت مصادر حكومية إن القوات التابعة لحفتر تلقت ما وصفته بهزيمة مدوية في المواجهات التي جرت طوال الساعات الماضية، فيما نفى العقيد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي (الموالي لحفتر) هذه المعلومات وقال إن «المستهدف من عملية (كرامة ليبيا) تطهير ليبيا والوطن وبنغازي من الكيانات المتطرفة». في غضون ذلك، دعت الحكومة الليبية أهالي بنغازي إلى الهدوء والتماسك ودعم شرعية ثورة 17 فبراير وجيشها وشرطتها، وشددت على «أن الحدود الشرقية للدولة آمنة وتحت سيطرة قوات الجيش الليبي التابعة للشرعية».