خربت مجموعة من قراصنة الإنترنت موقع الكنيسة الأرثوذكسية في بلغاريا يوم الخميس متهمة الكنيسة بالتقصير في إدانة هجوم إستهدف أحد المساجد وأبرز حالة الغليان الطائفي في أفقر دولة في الإتحاد الأوروبي. ولفترة وجيزة إستبدلت المجموعة التي تطلق على نفسها إسم "القوى القومية" باللغة التركية الصفحة الرئيسية للموقع بصورة العلم التركي مع رسالة تشدد على أنه سيتم حماية الأقلية المسلمة في البلاد. وتعود أصول الكثير من المسلمين في بلغاريا إلى تركيا المجاورة. ويأتي الهجوم الإلكتروني بعد مرور ثلاثة أشهر على قيام حشود بإلقاء حجارة ومفرقعات على مسجد في مدينة بلوفديف وسط صعود للقوى القومية واليمينية المتشددة في فترة الإستعداد للإنتخابات الأوروبية التي تجري خلال شهر مايو ايار الجاري. وقال البيان الذي إستبدل به القراصنة الصفحة الرئيسية للكنيسة الأرثوذكسية منذ صباح الخميس وحتى أزاله القائمون على الموقع عند منتصف اليوم تقريبا بالتوقيت المحلي "على من دبر الهجوم على المسجد أن يعرف أن الأقلية التركية المسلمة ليست عاجزة عن حماية نفسها وأن هناك قوى تراقب ما يجري ومستعدة للدفاع عنها". ويعتنق غالبية مواطني بلغاريا المذهب الأرثوذكسي المسيحي في حين يشكل المسلمون حوالي 12 في المئة من السكان وفقا للإحصاءات. وأدت التقارير عن إرتفاع حاد في عدد طالبي اللجوء إلى الدولة الواقعة في منطقة البلقان ومعظمهم من سوريا إلى إستفزاز مشاعر الجماعات اليمينية المتشددة التي نظمت عدة مظاهرات مناهضة لسياسة الهجرة كما أدت الى زيادة عدد الهجمات العنصرية في الأشهر القليلة الماضية. وصرح متحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية بأنه تم الإتصال بمفتي المسلمين في البلاد الذي إستنكر بدوره عملية القرصنة التي حدثت لموقع الكنيسة. وقال "علينا ألا نسمح لمثل هذه الأعمال بأن تخرب العلاقات الجيدة بين الكنيسة الأرثوذكسية والمفتي وأيضا بين أتباع الديانتين".