عن دار "مدبولى الصغير"، صدرت رواية "عائلة السناري" للروائية مجد خلف والتى تناقش من خلالها قضية المجتمعات العربية الذكورية الفكر والاتجاه، وتتناول الظلم الواقع على المرأة العربية منذ الأزل وحتى الآن، وذلك فى حوارات ومواقف شديدة الخصوصية والالتصاق بالواقع المرير. تتناول الرواية حكاية 3 أجيال من أسرة السنارى، محور الأحداث، وهى العائلة التي يعيش عميدها غازي السناري في دمشق القديمة، وإن كان يمكن أن تحال الأحداث والحكاية برمتها إلى أى بلد عربى آخر، رغم أنها اتخذت من الشام مكانا لانطلاق الرواية، واكتفت زمنيا بالاشارة الى عشرينيات القرن الماضي، لحظة بدء الحدث ووصولا إلى لحظتنا الراهنة. غازي السناري أنجب خمس بنات ثم مصطفى؛ الشخصية المحورية الذي سنبقى معه حتى نهاية الرواية، ومصطفى الولد الوحيد لأبيه الذكورى بدوره أنجب بنتًا أطلق عليها اسم ولد؛ أسامة، الشخصية المحورية الثانية التي تدور حولها مع أبيها أحداث الرواية، فتمييز الأب لأبنائه الذكور على حساب ابنته أسامة بل وإهانتها وضربها وحرمانها من حقوقها الأساسية، هو السمة المميزة لكثير من تعامل الأسر العربية مع بناتهم على اعتبار أنها أخطأت أن وُلدت بنتًا، ولم تكن معاناة أسامة بهذا التمييز العنصري من أبيها فحسب، بل كانت من أمها وإخوتها ومعظم المحيطين بها، ولم تتخلص من تلك الحياة الكريهة إلا بعد أن هاجرت مع زوجها المصري إلى مصر. وتتابع أحداث الرواية ليهاجر مصطفى السناري بدوره إلى مصر، بهدف توسيع تجارته، فلما التم شمل الأسرة مع الابنة المهاجرة، بدأ مسلسل الظلم يعود إلى حياة أسامة من جديد. وعن الرواية تقول خلف: "قد تتطابق أحداثها مع أحداث حياة أي منا في مصر أو في سوريا أو في الجزائر أو المغرب أو في أي بلد عربي آخر، قصة ظلم المرأة عبر قرون في المجتمعات الذكورية، هى قصة كل الأجيال التي كانت وستكون".