أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن "راشد الغنوشي، القيادي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين له فكر عقائدي ومذهب مختلف تماما عن جماعة الإخوان"، مشيرا إلى أن "انتقاده لجماعة الإخوان أثناء حكم مصر جاءي في إطار المراجعة العامة لتجربة الإخوان في المنطقة العربية". وقال فهمى، في تصريح ل"صدى البلد"، إن "المقصود من هذه الانتقادات هو توجيه للجماعة بضرورة إجراء مراجعة لسياستها التى سقطت وفشلت فشلا ذريعا في قيادة مصر وانتقلت إلى عدد من الدول العربية". وأضاف أن "هذه الانتقادات لا شك أنها ستفيد الموقف المصري أمام المجتمع الدولي والمحاكم الدولية، وعلى الدولة المصرية استثمار ذلك، خاصة أن هذه التصريحات من أحد قيادات التنظيم الدولي". وكان راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة في تونس وعضو التنظيم الدولي للإخوان، وجه انتقادا لقيادات الإخوان في مصر واصفا سياستهم ب"المرتبكة والارتجالية والمتمردة والصبيانية". وبعد أن أسهب مطولا في الحديث عن التجربة المصرية، قال إنه "كان من حظ المصريين أن تجربة الربيع العربي سبقتهم، وكان لهم الوقت الكافي والمناسب لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر منها، ليتجنبوا سلبيات تجربتنا في تونس، ويركزوا على الإيجابيات فيها". وأضاف: "لكن للأسف انطلق الإخوان في مصر وكأن شيئا لم يحدث في دولة شقيقة لهم بقيادة أشقاء، وإخوان يشاركونهم النهج نفسه والتجربة، ولم يكلفوا خاطرهم باستشارتنا. فرضنا أنفسنا عليهم، وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم في العديد من المواقف، ولكن لا حياة لمن تنادي". وتابع: "كانت تجربة الإخوان في مصر مع بدايات ثورة الشعب المصري منذ الأيام الأولى لثورة يناير تعاني ارتباكا كبيرا وترددا عميقا يسود قيادة الإخوان في مصر".