باتت قضية تنظيم الأسرة والصحة الانجابية مسئولية إجتماعية وضرورة يحتمها الواقع وقد تم تعريف الصحة الإنجابية على أنها حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية كما تعني قدرة الأفراد على الإنجاب وحريتهم في تقرير الإنجاب وموعده وتواتره. فلكل فرد الحق في الحصول على خدمات الرعاية الصحية التي تمكن الزوجين من إنجاب أطفال أصحاء. وهذا الأمر يتطلب في الأساس إحداث حملة توعية للثقافة الصحية في أوساط عامة الناس عبر مختلف الوسائل لتعريف الجميع بأهمية هذا المطلب المهم حيث تتأثر بالعديد من العوامل بشكل مباشر من بينها الإعلام والتعليم بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية فالصحة الإنجابية محور لصحة الأم والطفل والأسرة وهي في غاية الأهمية و يجب أن ننظر إليها من كافة الاتجاهات السياسية والدينية والاجتماعية لخلق وضع صحي سليم وهي أحد الإهتمامات الرئيسية لأي مجتمع كونها تتصدر قائمة المعالجات للمشكلات الصحية والإقتصادية وتعتبر مدخلاً أساسياً من أجل خلق وضع صحي سليم إذا أولتها وزارة الصحة الرعاية الكاملة في توسيع شبكة خدمات الصحة الانجابية لتلبي تطلعات وطموحات المواطن العادي وأدعو وسائل الإعلام المختلفة بالتعاون مع وزارة الصحة في نشر الثقافة الصحية الأسرية ويأتي ذلك بالتنسيق والتعاون الكامل بين الجهات ذات العلاقة لتحقيق الأهداف المرجوة بمعنى أن يكون هذا الخطاب الإعلامي موحداً للمتلقي حول أهمية تنظيم الأسرة فإن هذا سيعزز مصداقية مايتم طرحه ويرسخ القناعة لدى المتلقي بأهميتة سواء للأسرة أو المجتمع. وقد أقر الإسلام الحفاظ على المرأة من مخاطر الحمل والولادة وأكد ضرورة توعيتها وتفهمها لطبيعة حياتها وإهتمامها بصحتها تجنباً للمخاطر مما يعود بالإيجاب على صحة أسرتها بما. يتناسب مع طبيعتها وماتقتضيه المصلحة العامة فيها سواء بالحكم الشرعي الذي مصدره القرآن الكريم أو السنة النبوية وهو أن تنظيم الأسرة جائز شرعاً ، بل قد يكون فى بعض الأحيان واجباً وحفاظاً على الحياة. ومن الناحية الطبية فقد شدد الأطباء على أهمية تنظيم الأسرة لضمان صحة المرأة مما يؤدى إلى توفير الجانب الصحى والتربوي وأهمية تربية أبنائهم التربية الحسنة السليمة. والزواج المبكر من أخطر ما يؤثر بشكل سلبي على عرقلة التوعية بأهمية الصحة الإنجابية ويقف حجر عثرة فى وجه جهود التنمية وندعو الجميع إلى تضافر الجهود الهادفة إلى تحسين الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والعمل الدؤوب نحو تحقيق طموح سكاني تنموي. ولابد من الأخذ فى الإعتبار أن المكونات المختلفة لخدمات الصحة الإنجابية متشابكة ويعتمد بعضها على الآخر ، ومن ثَم فإن التحسن فى أداء بعض المكونات الأخرى والعكس صحيح .. ولابد أيضاً من التأكيد على أن تنظيم الإنجاب يعتبر عاملاً أساسياً ونقطة إلتقاء لمعظم هذه المكونات ، خاصةً فى الظروف الإجتماعية والإقتصادية والبيئية والصحية للدول النامية ومن بينها مصر.
