أشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أن تبادل الزيارات الأخيرة بين كبار المسئولين المصريين والأمريكيين لعاصمتي البلدين يعد بمثابة محاولة لتحسين التفاهم السياسي بين مصر والولايات المتحدة. وقال عادل العدوي الخبير في الشئون المصرية بالمعهد الامريكي إن الزيارات الثنائية الأخيرة تمثل خطوة ايجابية لتضييق مساحة عدم الثقة التي اعترت العلاقات بين البلدين، وعرضت الجهود الأمريكية التي ظلت تعمل على تقوية العلاقات مع مصر على مدى عقود للخطر، وأضاف أن أحدث تلك الزيارات هي زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي لواشنطن خلال الساعات القادمة، مشيرا إلى أن اجتماعات الوزير مع كبار مسئولي البيت الأبيض ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ستكون ذات أهمية كبرى. ويرى الباحث أن مهمة فهمي خلال تلك المباحثات هي طرح رؤية مصر، وتوضيح الحقائق على الارض، وهي مهمة ليست سهلة - على حد قوله - مشيرا الى أن كثيرا من السياسيين الامريكيين ينتظرون من فهمي الحصول على تطمينات بأن القاهرة ملتزمة بخارطة الطريق، ومسار التحول الديمقراطي فيما يتعلق بالمعارضة السياسية السلمية وحرية التعبير. وأكد العدوي أن نجاح زيارة فهمي ستعتمد على قدرته على الاستفادة من الزيارة الاخيرة التي قام بها مدير المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي وكذلك جهود المملكة العربية السعودية والامارات لتغيير نظرة واشنطن السلبية تجاه ما يجري في مصر، وأضاف أنه من المقرر أن يقوم وفد عسكري امريكي رفيع المستوى بزيارة الى القاهرة الاسبوع القادم قد يليها زيارة مماثلة من الجانب المصري للبحث مع كبار المسئولين السياسيين الامريكيين تطورات العلاقات الثنائية. ويقول العدوي إن سياسة إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تجاه مصر في الفترة الاخيرة تعرضت لكثير من الانتقادات على انها متناقضة ومرتبكة، ما كان له أثار على المنطقة كلها، محذرا من أن استمرار تلك السياسة سيكون على حساب الشراكة المصرية الامريكية ، مشيرا الى أن انتخابات الرئاسة القادمة في مصر ستكون فرصة جديدة لمواجهة القضايا المعلقة، والتي تؤثر على العلاقات بين البلدين.