يستعد الشعب المصري بجميع طوائفه لاستكمال خريطة الطريق التي اختارها بكامل إرادته بعد أن قام بالاستفتاء على الدستور ليقبل على المرحلة الثانية من تلك الخريطة، وهى مرحلة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد. والمتابع للمشهد الانتخابي يجد أن السباق الرئاسي يضم شخصيتين محترمتين تمثلان تاريخا من العمل الوطني كل في مجاله، فالمشير عبد الفتاح السيسي رجل له ماض وحاضر من الخدمة والتفاني من أجل مصر واستجاب لرغبة الشعب المصري في التغيير ووقف وراء المصريين لتحقيق رغباتهم في إقصاء حكم الرئيس السابق محمد مرسي، وخلال الفترة الماضية كانت له وقفات وطنية مشرفة. أما منافسه السيد حمدين صباحي فهو رجل له تاريخ في العمل السياسي من خلال حزبه وعضويته السابقة في البرلمان، وكان معارضا قويا لنظام الرئيس الأسبق مبارك والرئيس السابق مرسي وشارك مع الشباب المصري في ثورتي يناير ويونيو وينتمي للفكر الناصري الاشتراكي. والآن أصبحت الكرة في ملعب الشعب المصري ليختار الرئيس الأصلح لقيادة دفة البلاد خلال الأربع سنوات المقبلة، ولكن كيف يختار المصريون الرئيس الذي يستطيع تحمل تلك المسئولية الضخمة وفي هذه المرحلة الحرجة وما هى معايير هذا الاختيار؟ هنا لابد أن نكون صرحاء وواقعيين وعلينا أن نتجرد من كل المشاعر العاطفية والشخصية وعلينا أن نضع أمام أعيننا مصلحة الدولة العليا، وأصبح المواطن المصري هو المسئول عن الاختيار وبات عليه أولا أن يشارك في عمليتي التصويت وأن يكون حريصا على هذه المشاركة وثانيا أن يحدد المعايير التي على أساسها سيمنح صوته الغالي للشخص المناسب. وهنا لابد أن يكون الصوت للرجل الذي يملك القدرة على اتخاذ القرار وفي الوقت المناسب.. الرجل الشجاع الذي لا يخشى قوى خارجية أو قوى الإرهاب.. رجل لا يزايد ولا يتاجر بمشاعر الناس، خاصة البسطاء، ولا بآمال الشباب وأحلامهم. إن المواطن عليه أن يقرأ ويتعرف على البرنامج الانتخابي للمرشحين ثم يختار من بينهما الذي يضع التعليم والعلم وصحة المواطن والارتقاء بمستوى معيشته وزيادة دخله وتوفير فرص عمل لأبنائه في المقام الأول.. البرنامج الذي يراعي غير القادرين ويحقق العدالة الاجتماعية فيدعم الفقير ويحفز الغني ورجل الأعمال على الاستثمار في مصر وفتح أبواب الرزق والعمل للمصريين، إننا نريد برنامجا انتخابيا يحقق الآمال وليس برنامجا يدغدغ مشاعر الناس ويبيع لهم الأوهام. إن اختيار المواطن للرئيس القادم لابد أن يخضع للعقل وليس للعاطفة أو المجاملة أو العشوائية، فتجربة الماضي القريب تفرض علينا أن نختار الأقوى والأصلح. نختار الرجل الذي نستطيع أن نفخر بأنه رئيس يشرفنا عندما يمثلنا في المحافل الدولية فيحترمه الغريب قبل القريب.. رجل يستحق أن يكون رئيسا للدولة المصرية ذات التاريخ والحضارة العريقة.