أدلى الجزائريون اليوم الخميس بأصواتهم في انتخابات رئاسية من المتوقع أن يفوز بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رغم ندرة ظهوره العام منذ إصابته بجلطة في 2013. ويقف حزب جبهة التحرير الوطني وحركات ونقابات حليفة وراء بوتفليقة (77 عاما) مما يشيع اعتقادا بأن فوزه بخمس سنوات أخرى في الرئاسة شبه مؤكد بعد 15 عاما قضاها في السلطة. وصوت بوتفليقة نفسه وهو جالس على مقعد متحرك في حي البيار بالجزائر العاصمة. ولم يعط أي تصريحات وصافح مؤيديه قبل أن يغادر مركز الاقتراع. وينظر إلى الجزائر كشريك في حملة واشنطن على التشدد الإسلامي في المغرب العربي وهي أيضا مصدر ثابت لتغطية نحو خمس واردات أوروبا من الغاز. لكن المخاوف بشأن صحة بوتفليقة وكيفية إدارة الجزائر لأي عملية انتقالية أثارت أسئلة حول الاستقرار في المنطقة حيث لا تزال ليبيا وتونس ومصر تعاني اضطرابا بعد ثورات الربيع العربي عام 2011. وقال عبد السيد سعيد وهو فني متقاعد صوت لصالح بوتفليقة في حي باب الواد بالعاصمة "لا يوجد بلد جيد 100 بالمئة لكن الأمور التي فعلها.. فعلها بشكل جيد." وأضاف "أعرف انه مريض لكني أعطيت صوتي له لما حققه لنا. وهو لا يزال بمقدوره أن يحكم." ومرت عملية الاقتراع بهدوء تام تقريبا. لكن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع في قريتين شرقي الجزائر واشتبكت مع شبان حاولوا تعطيل الاقتراع. وأحرق عدد من صناديق الاقتراع في المنطقة التي تقع في معقل الحزب المعارض الذي يقاطع الانتخابات والتي يغلب على سكانها أيضا الأمازيغ والتي تشهد اشتباكات مع السلطات من حين لآخر. ومؤيدو بوتفليقة يصورونه على أنه الرجل الذي ساعد في تحقيق الاستقرار في الجزائر بعد الحرب التي دارت مع الإسلاميين المتشددين في التسعينيات وقتل فيها حوالي 200 ألف شخص. لكن أحزابا معارضة قاطعت الانتخابات قائلة إنها ترجح كفة الرئيس ولن تفضي على الأرجح إلى إصلاح نظام لم يشهد تغيرا يذكر منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962. وحذر علي بن فليس -الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني وهو الآن مرشح المعارضة الاوفر حظا- من احتمال تزوير الانتخابات. وفي انتخابات عام 2009 فاز بوتفليقة الذي شارك في حرب استقلال الجزائر بنحو 90 في المئة من الاصوات. وفي 2004 خسر بن فليس أمام بوتفليقة في انتخابات قال إنها شابها التزوير. وفضت الشرطة يوم الأربعاء مظاهرة صغيرة لحركة بركات (كفى) المناهضة للحكومة والتي تدعو إلى تغيير سلمي وذلك من خلال احتجاجات علنية نادرة. ومن المقرر إعلان نتائج الانتخابات يوم الجمعة على أقرب تقدير.