قال التلفزيون الرسمي السوري ومصادر عسكرية إن جنودا سوريين يدعمهم مقاتلون من حزب الله اللبناني استعادوا السيطرة يوم الإثنين على بلدة معلولا شمالي دمشق ليزيدوا بذلك الضغط على طرق إمداد مقاتلي المعارضة عبر جبل القلمون قرب لبنان. وكان مقاتلون إسلاميون بعضهم من جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة سيطروا على جزء من البلدة المسيحية القديمة في ديسمبر كانون الأول واحتجزوا بضع راهبات رهائن إلى أن اطلق سراحهم في مارس آذار في اتفاق لمبادلة الأسرى. وفي الشهور القليلة الماضية استعادت القوات الحكومية السيطرة على بضع مناطق وبلدات حدودية من مقاتلي المعارضة ونجحت في إغلاق طرق إمداد لمقاتلي المعارضة من لبنان وتأمين الطريق السريع الرئيسي المتجه شمالا من دمشق باتجاه وسط سوريا وحمص والبحر المتوسط. وقال مصدر عسكري على اتصال بمقاتلي الحكومة على الأرض "إنهم في معلولا الآن. تخضع لسيطرتهم الكاملة بما في ذلك دير مار تقلا." وفي موقع مسيحي قديم آخر وهو دير مار سركيس للروم الأرثوذكس على تل فوق معلولا والذي يعود إلى القرن الرابع رأى شاهد من رويترز صلبانا محطمة وصورا لقديسين ممزقة على الأرض وقد علاها التراب. وقال ضابط بالجيش السوري في معلولا لرويترز "إن شاء الله الجيش سيتمكن من تحرير منطقة القلمون بالكامل في غضون أيام. معظم الإرهابيين قتلوا وفر آخرون إلى قرى قريبة. "نستطيع القول إن 80 في المئة من القلمون تحت سيطرة الجيش السوري." وبث التلفزيون السوري صورا لجثث قال إنها لمقاتليين من جبهة النصرة قتلوا اثناء الهجوم. وتبعد معلولا خمسة كيلومترات عن الطريق الرئيسية بين دمشق وحمص. وتبادل مقاتلو المعارضة والقوات الحكومية السيطرة على البلدة أربع مرات على الأقل في هجمات وهجمات مضادة. وستساعد السيطرة على ذلك الطريق الرئيس السوري بشار الأسد في إحكام قبضته على وسط سوريا وستوفر ممرا آمنا لمئات الأطنان من المواد الكيماوية التي من المقرر أن تنقل إلى خارج سوريا هذا العام ليتم تدميرها. وقال الأسد يوم الأحد إن الصراع السوري يمر بمنعطف لصالحه بفضل المكاسب التي يحققها الجيش بعدما بدا على شفا الهزيمة في العام الماضي. وفي واشنطن رفضت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية هذا الرأي. وقالت للصحفيين "تحليلنا يبقى كما هو.. أن هذه حرب استنزاف وليس بمقدور أي من الطرفين تحقيق او الاحتفاظ بمكاسب كبيرة." وفي الاسابيع القليلة الماضية استعادت قوات الأسد السيطرة على بلدات استراتيجية على طول الحدود مع لبنان ومن بينها يبرود ورنكوس القريبتان من معلولا. وكان مسيحيون ومسلمون يزورون الكنائس والأديرة المهمة في معلولا قبل الصراع. ومازال بعض سكان البلدة يتحدثون الآرامية ويشتهر دير مار تقلا بين المؤمنين بأن فيه معجزات شفائية. ويخشى مسيحيو سوريا الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من السكان تنامي قوة الجماعات الإسلامية في صفوف مقاتلي المعارضة. ولم تحمل سوى نسبة صغيرة من المسيحيين السلاح في الحرب الأهلية التي تضع بشكل عام الأقليات -خصوصا الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد- في مواجهة الأغلبية السنية.