سيادة المشير سابقا، سيادة المرشح حاليا، سيادة الرئيس بإعتبار ما سيكون، لا توجد عندى أى مشاكل بالنسبة لتوليك مقاليد الحكم فى البلاد ،القطاع العريض من الناس يحبك ويتعطر بسيرتك ، يدعمك ويأيدك ويتعصب لك تعصب أعمى كما لو كنت المهدى المنتظر ، المزاج العام يتجه نحوك ويشيرعليك ويرى فيك المنقذ والمخلص الذى ستحدث بتوليك طفرة إقتصادية وأمنية وصحية وتعليمية وطفرة خاصة فى أقسام وزارة الداخلية. لا توجد عندى أى مشاكل أن تكون أنت رئيس سأنتخبك رغم أنى كدت أصاب بجلطة فى المخ من وسائل تمجيدك وتأليهك التى أجزم أنها ستحولك لأكبر ديكتاتور عرفه تاريخ مصر الحديث ، سأنتخبك رغم أنى لا أفهم معنى أن لا يقيم مرشح رئاسى لقاءات جماهيرية يقترب فيها من الناس ويلمس أوجاعهم بحجة الدواعى الأمنية ؟ . سأنتخبك رغم إنى أعلم جيدا أنك لن تقدم شئ للمواطن المطحون ما دمت طالبته بأن يسأل نفسه ماذا فعل لمصر قبل أن يفطر فى الصباح ، ولن تضيف شئ لقطاع عريض يأن بالأوجاع والمرمطة ما دمت طالبتهم أن ينزلوا من بيوتهم الخامسة فجرا للعمل _ ومعرفشى عمل إيه ده اللى يتنزله الفجر _ ، سأصوت بجوار إسمك رغم أنى أعلم جيدا أنك لن تصلح منظومة التعليم ما دمت طلبت من الطالب إن يذهب إلى الجامعة سيرا على الأقدام _ لا أدرى لماذا كل هذا التكدير وما الذى ستضيفه لمصر بتكديرك لنا هكذا _ سأنتخبك فقط لأن سقف طموحى توقف عند رئيس يدرك معنى حرمة الأمن القومى للبلاد وأظنك كذلك ، ويقدر قيمة كل ذرة فى تراب الوطن الحبيب وأظنك كذلك ، ويكون واجهة تليق بتمثيل مصر دوليا تمثيلا مشرفا وأظنك كذلك. أنا أرى الصورة من بعيد وأنا أكتب إليك كلماتى هذه ، قيمت قدراتك وإمكانيات الدولة ووقفت عند حدود المتاح والممكن والمستحيل فعرفت أن الدولة فى عهدك ستعلن شعار ( ليس فى الإمكان أفضل مما كان ) فى وجه جميع المتظاهرين والمضربين والمعتصمين من أجل حياة أفضل أو صرف مستحقات مالية مأمولة ، وصدقنى أنا مرتاحة جدا لأنى _ جايبة الحوار من الأخر ولا أعيش الوهم _ لا أنتظر منك ولا من غيرك أى شئ لأن بإختصار كله محصل بعضه ( وسينا زى سونيا ) ، ولو جاء علاء الدين بمصباحه العجيب بذات نفسه سيقف عاجزا أمام التوفيق بين المطلوب والمتاح ، كل ما أطلبه منك فقط أن تترك عذابنا على ما هو عليه ولا تطلب منا مزيدا من التقشف. أرجوك أترك المطحونين على نفس درجة طحنهم ، والمتسولين على نفس درجة تسولهم ، والمتقشفين على نفس درجة تقشفهم ، لا تطلب منا المزيد حتى لا نكفر بأى شئ وبكل شئ ، لا تطلب المزيد حتى لا تفلت الأمور من يدك وتجد نفسك فى مواجهة ثورة جياع وأنت فى البداية ، أرجوك وجه كلامك لمن نهبوا البلد ولمن يتقاضو مرتبات فلكية كل شهر من خزانة الدولة ولمن نهبوا أراضى الدولة ومخصصاتها ولمن لن تسطيع تطبيق الحد الأقصى للأجور عليهم ، كدرهم هم .. وأثقل عليهم هم .. وأخنقهم فى عيشتهم هم ، أما نحن فأتركنا حتى لا يولد من اى زيادة طفيفة فى الضغط علينا ( إنفجار ) .