كل دولة لها تجربة.. خاصة بها ..او عامة للجميع.. بعضها طي الكتمان .. والاخرى عامة.. بينها تجارب ناجحة.. واخرى فاشلة..فالتجربة الشخصية نحن نصنعها..اما تجربة دولة فيصنعها حكامها .. ندوّنها في دفاتر التاريخ .. من هنا تبدأ قطر فى تدوين تجربتها مع دعم الاخوان .. أول ما يخطر في ذهنى لقرار السعودية والبحرين والإمارات بسحب سفرائهم من قطر، أن هذا القرار بسبب دعم الدوحة لجماعة الإخوان ووقوفها ضد مصر عقب ثورة 30 يونيو .. فهذه التجربة وبكل تاكيد تدرسها قطر لما لها من اضرار اضاحت بمكانتها وسط دول مجلس التعاون الخليجى . اعتقد ان قطر تدون تلك التجربة فى دفاترها الخاسرة وذلك لانها استطاعت أن تتجاوز كل الخطوط الحمراء مع انتفاضات الربيع العربي خاصة وانها صادقة عدوين في آن واحد، بفضل سياسة فريدة، مكّنتها من تحصين نفسها من "شرّ" أي عدوّ محتمل، فإنّها مع الربيع وضعت نفسها على رأس المتصارعين ، واختارت في هذا السباق البقاء مع الجماعة الإرهابية , و هو ما وضعها في عين العاصفة، وقلّب عليها إخوانها الخليجيين. وما يؤكد ان التاريخ سيدون التجربة فى الجانب الخاسر وذلك لان قرار سحب سفراء بعض دول مجلس التعاون من دولة قطر سابقة غير معروفة في مسيرة مجلس التعاون - التي تجاوزت الثلاثة والأربعين عاماً .. هنا يبدأ لغز جديد يحير جميع دول التعاون الخليجى .. فالحالة القطرية مثلما مثَّلت "لغزاً" كبيراً في فترة حكم الأمير الوالد الشيخ حمد بن جاسم، فإنها ما تزال تُمثل "لغزاً" أيضاً في فترة حكم الأمير تميم. فالأخير عُرِف عنه قبل توليه الحكم رغبته في إنهاء التوتر مع دول الخليج العربية، وكان له دور كبير في ترميم العلاقات السعودية القطرية خلال رئاسته المجلس الأعلى القطري السعودي ، وكانت المملكة أول دولة يزورها بعد تسلمه السلطة. ورغم قصر الفترة الزمنية منذ تولي الشيخ تميم الحكم، إلا أن المتابع لتطورات السياسة الخارجية القطرية خلال تلك الفترة لا يمكنه رصد مؤشرات تُفيد بحدوث تحولات حقيقية، سواء في مجالات ودوائر تلك السياسة، أو في أدوات تنفيذها، وهذا ما يمكن إلقاء الضوء عليه من خلال تصدع علاقات قطر مع دول الخليج وتكثر تدوين التجارب فى الجانب الخاسر فقط.