شتان الفارق بين الوديان البدوية والمدن السياحية كالفرق بين السماء والأرض ..السياح يعيشون في نعيم مصر ويستمتعون بها في شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وعلى الجانب الاخر في تلك الوديان أبناء الوطن أغراب في أوطانهم يكتوون بنار الفقر و البطالة . في المدن السياحة عالم البهرجة والمتعة عالم التصميمات المعمارية فيه كل الأمانى ممكنة وأفضل أنواع التكنولوجيا وكل شيء ميسر وسهل ومباح. وعلى الجانب الآخر (147) واديا بدويا مثل وادي مندر وخريزة بشرم الشيخ ومجرح والشيخ عطية بدهب وقد تفشت بها البطالة والفقر والأمية ورغم إنها الحزام الأمني حول المدن السياحية إلا إنها تئن من الإهمال والتجاهل. يقول الشيخ سالم فرج العراضى من قبيلة المزينة من وادي مجريح بدهب "نحن محرومون من كل شىء ولانجد مأوى يحمينا في هذه الصحراء و أولادنا لا يجدون فرصة عمل في شتى المجالات الموجودة في المحافظة سواء في السياحة التي يعمل بها أكثر من ربع مليون عامل ليس بينهم بدوى واحد . وكشف "العراضى "ان هناك 8 وديان بدوية مابين دهب ونويبع ليس بها وحدة صحية . من جانبه قال صالح صبري من قبيلة العليقات وموظف بالضرائب العامة "إن شرم الشيخ نقمة على أهلها لأننا اتحرمنا من أبسط الحقوق من سكن فالمدينة العالمية فرضت علينا عدم بناء إسكان شعبي أو منخفض التكاليف وحتى الاراضى استولى عليها والتهمها المستثمرون ومنعنا حتى من البناء فى الوديان ويصدر ضدنا أحكام بالغرامات فى حالة البناء بالإضافة الى عدم وجود مواصلات تربط الوديان بشرم الشيخ". ويطالب حميد سلامه من قبيلة المزينة ومن المقيمين بشرم الشيخ بربط جميع الوديان بشبكة الخط الموحد الكهربائي . مشيرا إلي انه من غير المعقول أن تعيش وديان شرم الشيخ و أهلها فى ظلام دامس و الوديان تضاء بماكينات 6 ساعات يوميا فقط ولا تستطيع أن تستخدم ثلاجة أو أدوات كهربائية. ولا يختلف الوضع بقرى خليج السويس، يقول فرج عواد ابوخميس من قرية الرملة " اناحزين لتدهور حال التعليم فى سيناء مؤكدا انها مؤامرة على البدو وخطة طويلة الأمد منذ تحرير سيناء موضوعة بحنكة والهدف منها تهميش البدو وعدم تعليمهم ليكونوا جهلاء فلا يطالبون بحقوقهم ولايعرفون واجباتهم ويحاصرون بجهلهم فلا يحصلون على وظائف وبالتالى يبقى البدوى دخله متدنيا فالأمم يقاس تقدمها بعدد المتعلمين بها لافتا إلي أن انه هناك تجمعات بدوية ليس بها مدارس نهائيا. ويتساءل ابوخميس عن آلاف الاطنان من جميع المعادن مثل المنجنيز والكورتزيت والولميت ورمل الزجاج تباع لاوربا، والكاولين والاكاسيد بانواعها والنحاس والبزلت والجبس بانواعه زراعى وطبى وللبناء تخرج من باطن الارض بجوار قريتنا، هل تم تخصيص نسبة من كل مايستخرج لصالح تنمية الوديان البدوية بإنشاء مدارس تليق بآدمية أطفال البدو. من جانبه يعلق صالح ياسين محام وناشط حقوقي أن الحكومات المتعاقبة عاملت البدو كمعاملة الأمريكان للهنود الحمر مطالبا بزيارة البدو فى الوديان على الطبيعة لرؤية حياتهم وخيمهم الصاج في هذا البرد الشديد. بدوره يتساءل سليم سويلم ابو تسعة من مثقفى سيناء عن دور مستثمري شرم الشيخ وجمعياتهم فى تنمية الوديان البدوية مشيرا إلي أن عدد القرى السياحية والفنادق تتعدى ال2000 دخل اقل مستثمر مليون جنيه يوميا فمنهم، من يملك أربع قرى سياحية وسعر الغرفة 1000 جنيه فى اليوم أين حق بدو سيناء ؟ ويضيف " محصلة التعليم فى سيناء صفر بعد 30 عاما تعليم لم يتخرج من بدو سيناء ضابط ولاطبيب ولا صحفى و3 مهندسين و13 معلما فقط المنتج النهائى، لايساوى ماينفق على التعليم ،المنظومة فاشلة . وطالب جمعه سليم بركات المتحدث باسم اتحاد القبائل بضرورة الإسراع فى عمل طريق يخدم القرى المحيطة بمعبد سرابيط الخادم ولتنشيط السياحة بالمعبد نحتاج لرصف 8 كيلومترات فقط ليس كثيرا لتنمية هذه المنطقة سياحيا وتساءل بركات لماذا لم تقم جمعيات المستثمرين برصيف الطريق من اجل تدعيم وتنشيط السياحة الأثرية . وصرح غريب احمد حسان عضو الشعب بأن ما يحدث على أرض محافظة جنوبسيناء من عدم استفادة أبناء المحافظة من موارد المحافظة يعد كارثة وضياعا لحقوقهم ويجب أن يكون هناك نصيب عادل لمواطني سيناء من ثروات المحافظة الثرية بثرواتها البترولية والسياحية والتعدينية . ويضيف " تقدمت بأول اقتراح برغبة بعمل صندوق خاص داخل المحافظة لفرض رسوم 3%من حصة بيع الاراضى السياحية والصناعية ونسبة من عائدات إنتاج البترول والتعدين وذلك بغرض النهوض و تنمية الوديان البدوية. وطالب حسان بعودة اللامركزية فى حسن توزيع موارد الدولة على المحافظات ونقل صلاحيات اكبر للمحافظين ولمجالس المدن وللمجالس الشعبية لتضع خطة تنمية شاملة لأنها الأجدر بمعرفة مواطنيها .