أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر عنصر الوقت الهدف الاستراتيجي، وقال إنه "فى ضوء خبرتي إن التفاوض معهم صعب لأنهم يضعون أمورا خارج السياق للتعطيل مثل حديثهم عن يهودية الدولة الآن. وأشار العربي - في كلمته بافتتاح أعمال ندوة دور الدبلوماسية المصرية في خدمة المصالح الوطنية والقومية وقت السلم والحرب " - للمعركة القانونية التي خاضتها الدبلوماسية لاستعادة طابا ، لافتا إلى أن اللجنة القانونية التي تشكلت لهذا الغرض كانت اقتراحا من الإدارة القانونية للخارجية ثم تولت بعد ذلك الملف وتحملت المسئولية. كما تناول فى كلمته -التي ألقاها بمقر الخارجية في ذكرى الدبلوماسية المصرية التي توافق 15 مارس من كل عام- معاهدة السلام والحدود ، مشيرا إلى أن المعاهدة ذكرت أن حدود مصر الشرقية هي حدود فلسطين تحت الانتداب كما تنص المادة السابعة منها على إنه إذا كانت هناك خلافات يتم حلها بالتفاوض وإذا لم ينجح فتحل بالتوفيق أو التحكيم. ونوه العربى بمعركة علامات طابا والعلامة 91 واكتشاف تغيير إسرائيل لموقع العلامة ولم تذكر ذلك واتضحت الصورة فى المحكمة وخسرت إسرائيل ، موضحا أنه كان علينا وقتها أن نجد شهودا، حيث تطوع إسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية للشهادة وقتها، وتحقق الانسحاب الإسرائيلى من طابا في 25 إبريل 82 . وأشار إلى أنه من المهم للغاية أن يعرف الجميع أن الخارجية قامت بدور كبير فى قضية استرداد طابا ولم تأخذ حقها ، موضحا أنه التقى الرئيس عدلي منصور منذ يومين وأبلغه بأنه تقرر تكريم كل من قاموا بهذا العمل الوطني . وتتوافق ذكرى يوم الدبلوماسية المصرية مع تسلم مصر منطقة طابا من إسرائيل في 15 مارس عام 1989 وعودة آخر حبة تراب لأحضان الوطن بعد معركة ضارية خاضتها الدبلوماسية المصرية باقتدار . من جهته ،استهل السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية كلمته بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن والدبلوماسية المصرية ، موجها التحية للوزير نبيل فهمى على التطوير البناء فى هذا الشأن . ونوه بالتحديات التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها سوريا التي تشهد حربا أهلية ، وقضية فلسطين التي تشكل أكبر تحد ، بالاضافة إلى القضايا الإفريقية وعودة مصر لأنشطة الاتحاد وإعادة بناء العلاقات مع الأفارقة على أسس جديدة . وقال شاكر إن هناك تحديا كبيرا يشكله سد النهضة على مصر ،كما هناك العديد من القضايا التى تهمنا مثل انشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط وفرص عقد مؤتمر دولي بهلسنكي هذا العام لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل . بدوره ، تناول السفير عبد الرؤوف الريدي في كلمته الأبعاد السياسية لدور الدبلوماسية المصرية ، مشيرا إلى دورها في ملفات هامة من بينها إلغاء الديون على مصر من جانب الولاياتالمتحدة وملف الطاقة والدعم على الطاقة حيث سيكون هذا الموضوع بالغ الأهمية لمصر مستقبلا . من جانبه ، أشار السفير هانى خلاف فى كلمته إلى دور الدبلوماسية المصرية بعد ثورات الربيع العربى وإمكانية استعادة الدور المصري في المنطقة ، موضحا أنه عندما جاءت ثورة25 يناير بدأت تظهر للخارجية أدوار ومبادرات وقدرة أكثر حرية فى التحرك والنشاط والوسائل . وأشار إلى أن الظروف التى استجدت جعلت الخارجية لايمكن أن تظل منفردة بشكل كبير بل كان عليها أن تستدعى بعض الأجهزة الوطنية لتقوم بأدوار مكملة أو بديلة للجهاز الدبلوماسي منها قانونيون ومستثمرون واتحادات وغير ذلك . وبالنسبة للقضية السورية ، قال خلاف إن مصر تمكنت من استيعاب نحو 300 ألف سوري ، منوها باضطلاع مصر بالأعباء الإنسانية الاجتماعية للسوريين بشكل واضح . كما أشاد بوزير الخارجية نبيل فهمى الذي ضخ أفكارا جديدة ومنها إنشاء قطاع الجوار العربي المباشر لمصر وتشكيل مجموعات عمل لمناقشة ووضع أفكار للتعامل مع القضايا الهامة . واستعرض السفير إبراهيم حسن دور الدبلوماسية المصرية في إطار الحفاظ على الوحدة والاستقرار في إفريقيا ، منوها بدور مصر في دعم حركات التحرر، وإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية وانعقاد أول قمة إفريقية بالقاهرة والقرار الصادر بالحفاظ على الحدود الموروثة من الاستعمار . كما أكد على دور مصر فى التجمعات الإفريقية وأهمية أن يكون للقارة السمراء دور فى رسم السياسات الدولية.. ولهذا كان اهتمام مصر كبيرا بضرورة تخصيص مقعدين دائمين لإفريقيا في مجلس الأمن مع حق الفيتو، مشيرا إلى أنها القارة الوحيدة التى ليس لها مقعد دائم بمجلس الامن رغم أن لها 30 % من مقاعد الأممالمتحدة . وفيما يخص سد النهضة أكد حسن أنه فى الوقت الذى نجحت فيه إثيوبيا أن تجعل هذا المشروع مشروعا قوميا لها وتروج له باعتباره يمثل قيمة حيوية، فان مصر فى المقابل تؤكد أنها ليست ضد أية دولة من دول حوض النيل لكن المشكلة في مواصفات هذا السد ، حيث كانوا يتحدثون عن سعة 14 مليار متر مكعب في البداية والآن يتحدثون عن 74 مليار متر مكعب وهو ما يشكل خطرا شديدا على مصر خاصة مع امتلاء الخزان . ووصف حسن قرار مجلس الأمن والسلم بتجميد عضوية مصر بالخاطيء ، حيث جاء بعد 3 أيام فقط من ثورة يونيو واتخذ على مستوى المندوبين الدائمين، منوها بأن العديد من القمم والتجمعات الإفريقية مثل الكوميسا والساحل والصحراء رحبت بالتطورات الجارية فى مصر . وشدد على أهمية مشاركة الرئيس المصري القادم فى القمم الإفريقية ون يقوم بزيارات مستمرة للدول الإفريقية على المستوى الثنائي . ومن المقرر أن يتحدث وزير الخارجية نبيل فهمى فى ختام الندوة حول دور الدبلوماسية المصرية بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.