تحتل جائزة العويس مكانة بارزة بين الجوائز العربية، ترسخت هذه المكانة على مدار ثلاث عشرة دورة، بدأت في العام 1988، حرص خلالها القائمون على مؤسسة سلطان بن على العويس الجهة المنظمة على نزاهتها واستقامتها واستقلاليتها وابتعادها عن المجاملات والمصالح الشخصية والتوجهات السياسية أو الشخصية، وعملوا بدأب على ترسيخ قيمتها وقيمها ليفوز بها أعلام العلماء والمفكرين والمبدعين العرب ممن أنجزوا إنجازا متفردا أثرى البحث والفكر والإبداع العربي ونال تقدير واحترام مختلف الأجيال التي تتلمذت عليه ولا يزال وسيظل هذا الانجاز يشكل مرتكزا أساسيا في تكوين الأجيال القادمة. لقد حمت مؤسسة العويس جائزتها، التي تقيم احتفالاتها بتوزيع جوائز دورتها ال13 خلال الفترة من 11 إلى 14 مارس الجاري، عبر مجلس أمناء كان ولا يزال أمينا على قيم الجائزة في مختلف فروعها، وصادقا نزيها في عمله من أجل رقي ورفعة مكانة الجائزة، الأمر الذي جعل الجائزة بعيدة المنال عن التقولات والشبهات والمجاملات، فلم يطلها على مدار تاريخها ما طال جوائز أخرى من قدح وذم وشكوك وظنون وسموم، ولا طال أي من الفائزين بها الشك في قيمة ما أنجز من أعمال، فمن فازوا بها من أمثال الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" وزكي نجيب محمود وعبد الوهاب المسيري وفؤاد زكريا وسلمى الخضراء الجيوسي ومحمود درويش وسعد الله ونوس ومحمد الماغوط وإلياس خوري ومحمد بنيس والطاهر وطار وجلال أمين وعبد العزيز المقالح وحنا مينا وفدوى طوقان وشكري عياد وثروت عكاشة وناصر الدين الأسد، ومحمد الأنصاري وصنع الله إبراهيم ورضوى عاشور وفييصل دراج وأدونيس وعبد الوهاب البياتي وعبد الله البردوني وجبرا إبراهيم جبرا وغيرهم، إنجازاتهم محل تقدير واحترام الجميع في الأوساط الثقافية والأدبية والأكاديمية سواء في بلدانهم أو البلدان العربية الأخرى. تنقسم الجائزة المحكمة بقواعد صارمة إلى أربعة حقول الأول: الشعر، والثاني: القصة – الرواية – المسرحية، والثالث: الدراسات الأدبية والنقد، الرابع: الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وهناك جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي، وهى جائزة مستقلة لا تخضع لمعايير التحكيم التي تخضع لها الحقول الأساسية للجائزة، ويتم اختيار شخصية ثقافية أو علمية أو عامة أو مؤسسة تركت بصمة وأثرا في الحياة الثقافية لتنال هذه الجائزة، ويتم الاختيار النهائي من قبل مجلس أمناء المؤسسة، وقد انطلقت ابتداء من الدورة الثانية (1990-1991)، حيث أضيفت إلى الحقول السابقة وسميت "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي"، وهى تُمنح عادة تكريما لمن اكتمل عطاؤه العلمي والثقافي بإنجازات ليست محل خلاف، وذلك انفتاحا على المنجز العلمي أو الثقافي في مجالات الطب والعلوم والتاريخ والاقتصاد والفلسفة والعلوم السياسية والعسكرية وغيرها. الفائزون بالجائزة في دورتها ال13 يأتون في السياق الذي يؤكد مكانة الجائزة وقيمتها وقيمها، فجميعهم قدم في مجاله إنجازا متفردا سواء بحثيا أو فكريا أو نقديا بالنسبة للمفكر السيد ياسين والناقد الدكتور أحمد عتمان وإبداعيا بالنسبة للشاعرين محمد إبراهيم أبو سنة، ونزيه أبو عفش، والروائي محمد عز الدين التازي، إضافة إلى جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي إلى مؤسسة دار الخليج للصحافة والنشر التي تعد من المؤسسات المرموقة عربيا وإماراتيا. وبعيدا عن الجائزة، تتبنى مؤسسة العويس حراكا ثقافيا وإبداعيا على مدار العام من خلال ندوات فكرية وأدبية وأمسيات موسييقية وغنائية ومعارض فنية، تستضيف المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب من مختلف الأجيال لمناقشة وعرض رؤاهم وتقديم إبداعاتهم، بل إن حراكها يمتد إلى التفاعل مع مختلف الثقافات العالمية في الشرق والغرب، الأمر الذي جعلها في صدارة المؤسسات الثقافية العربية الفاعلة.