كشف السفير المصري في روسيا محمد البدري أن أزمة "سد النهضة" أصبحت رسميا على طاولة المفاوضات بين مصر وروسيا، بعد أن نجح وزير الخارجية المصري، السفير نبيل فهمي، في عرض كافة جوانب الأزمة وإطلاع روسيا على كافة المفاوضات التي تمت فيها، وعلى مدى الخطورة التي يشكلها السد على مصر. وأكد "البدري" ل"صدى البلد" أن وقوف السفارة المصرية ب"موسكو" على المساعي الروسية لحل أزمة سد النهضة أمر مفروغ منه، بمجرد أن يتقرر البدء في هذه المساعي إلا أنه بطبيعة الحال لن تكون السفارة هي نقطة المركز في حل الأزمة. وكشف سفيرنا ب"روسيا" عن أبعاد العلاقة التي تربط الجانبين الروسي والإثيوبي والتي قد تكون عاملا أساسيا ونقطة انطلاق لحل أزمة "سد النهضة" التي أحدثت توترا غير مسبوق في علاقة مصر بأثيوبيا. وقال إن الكنيسة الأرثوذكسية أحد أهم الأبعاد التي رسخت العلاقات بين الجانبين، حيث تعود مرجعية الدولتين إلى نفس الكنيسة، و يتحكم البعد الديني بقوة في العلاقة بينهما، ولفت إلى أن لروسيا قواعد قوية في إثيوبيا للتعاون المستقبلي على كل المستويات وفيما يتعلق بالقضايا الشائكة. وعن استقبال الجانب الروسي لردود الفعل الأمريكية "الغاضبة" حول زيارة المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي قال "البدري": القيمة الحقيقية لهذه الزيارة لا يكمن في رد الفعل الأمريكي وإنما في نظرة كل من القاهرةوموسكو وشعبيهما للزيارة، ولاحظت أن الإعلام الذي يعد مرآة المجتمعات عكس بوضوح حالة السعادة الغامرة والفرحة والترحيب الشديد بالتعاون بين البلدين. وحول احتفاظ مصر بأمريكا كمصدر آخر للتسليح والتعاون العسكري إلى جانب التعاون الجديد مع الجانب الروسي وتقبل "موسكو" لهذا الوضع قال "البدري": علاقة القاهرة ب"موسكو" لا تمر بأي عاصمة أخرى مهما كانت، كما أن علاقة موسكو ب"القاهرة" لا تمر هي الأخرى بأي عاصمة، و بناء علاقة بين البلدين لا يرتبط بعلاقة كل واحدة منهما بأي دولة أخرى. وحول ما إذا كانت موقف "فلاديمير بوتين" من ترشح "السيسي" لرئاسة الجمهورية قد فسره البعض تفسيرا خاطئا واعتبروه تأييدا صريحا لتولي "السيسي" رئاسة مصر، أكد "البدري" أن كل ما قاله "بوتين": يعني أنه "إذا كنت قررت تحمل مسئولية الترشح لرئاسة مصر فنحن نتمنى لك التوفيق" ولم يزد على ذلك شيئا.