تعرضت قافلة اغاثة انسانية لاطلاق النار يوم السبت اثناء محاولتها دخول منطقة محاصرة تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص السورية مما يهدد عملية انسانية تهدف إلى توصيل امدادات غذائية وطبية إلى نحو 2500 شخص. وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن قذيفة مورتر سقطت بالقرب من قافلة تابعة له وان اعيرة نارية اطلقت باتجاه الشاحنات مما أدى إلى اصابة أحد السائقين في انتهاك لهدنة مدتها ثلاثة أيام في المدينة. وقالت وسائل إعلام سورية إن أربعة من أعضاء الهلال الأحمر السوري اصيبوا في الهجوم الذي نفذته "جماعات ارهابية مسلحة" وهو الوصف الذي تطلقه السلطات على مقاتلي المعارضة. واتهم نشطون بالمعارضة قوات الرئيس السوري بشار الأسد ببدء الهجوم وباطلاق قذائف المورتر التي أجلت بدء العملية في صباح السبت. ويهدد العنف بانهيار اتفاق لنقل مساعدات إلى حمص وهو أول نتيجة ملموسة للمحادثات التي جرت قبل اسبوعين في سويسرا واستهدفت وضع حد للحرب الأهلية في البلاد. وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص وتشريد الملايين وتحويل أجزاء من مدن سورية الى أنقاض خاصة حمص احدى بؤر الاحتجاجات التي اندلعت في 2011 ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاما. وخلال محادثات جنيف للسلام التي تستأنف يوم الاثنين ضغط الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن توصيل المساعدات والافراج عن السجناء على امل ان يؤدي إحراز تقدم في هاتين القضيتين إلى التمهيد لمعالجة قضية الانتقال السياسي الاصعب. لكن حتى المحادثات الانسانية استغرقت وقتا ولم تسفر سوى عن نتائج متواضعة. وقال محافظ حمص طلال البرازي إن عربتين تحملان امدادات اغاثة دخلتا المدينة القديمة لكن مقاتلي المعارضة استهدفوا الطريق بنيران المورتر مما منع دخول المزيد من العربات. وبعد ثلاث ساعات من حلول الظلام لم تعد عدة عربات من قافلة المساعدات من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب العنف في سوريا إن هناك تقارير عن مقتل سوريين اثنين وإصابة عدد آخر بجروح في قصف المورتر على المدينة القديمة في حمص. وأجلي 83 مدنيا يوم الجمعة من وسط حمص. وقال عمال الاغاثة ان كثيرا منهم ظهرت عليه علامات على سوء التغذية. وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم السبت إن عملية الاغاثة في حمص ليست بديلا عن رفع الحصار عن المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وأضاف أن اجلاء المدنيين قد تكون "مقدمة لتدمير تلك الاحياء فوق رؤوس المدنيين الباقين فيها." وتابع في بيان ان من الضروري التذكير بان النظام استخدم اساليب مماثلة في السابق "لتهجير أهالي المدن السورية وإعادة ترتيب البنية السكانية." واستطرد "يستغل النظام هذا النوع من الاتفاقات لشراء المزيد من الوقت دون ان يلتزم بتنفيذ أهم موادها معززا في الوقت نفسه مواقعه للاستمرار في قتل الشعب السوري." وفي حين كانت تحاول قافلة الاغاثة دخول حمص يوم السبت تواصل القتال في شمال وشرق سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 20 شخصا قتلوا في مدينة حلب في هجوم لطائرات هليكوبتر سورية بالبراميل المتفجرة. وتسبب البراميل المتفجرة التي غالبا ما يتم اسقاطها من الطائرات اضرارا واسعة النطاق. وقتل مئات الاشخاص في هجمات مماثلة في حلب هذا العام وفر الالاف من الاحياء الخاضعة لسيطرة المتمردين بحثا عن ملاذ آمن في الاحياء التي تسيطر عليها قوات الحكومة أو محاولة عبور الحدود التركية. وساعدت الهجمات الجوية ايضا قوات الاسد على استعادة بعض المناطق في حلب كبرى المدن السورية والتي يتصارع طرفا القتال على السيطرة عليها منذ صيف عام 2012 عندما دخلها مقاتلو المعارضة من مناطق ريفية نائية واستولوا على نحو نصف المدينة. واستطاع الجيش بدعم من مقاتلين إيرانيين وميليشيات جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين عراقيين من استعادة مناطق حول دمشق وحمص. وساهم ايضا الاقتتال بين قوات المعارضة ومنهم جهاديون سنة اجانب ومقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة في نجاح الهجوم المضاد لقوات الأسد. وتخوض عدة جماعات اسلامية قتالا ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة في انحاء شمال وشرق سوريا منذ اسابيع. وذكر المرصد السوري ومقره بريطانيا يوم السبت ان قتالا عنيفا اندلع في محافظة دير الزور بشرق سوريا بعد ان هاجمت جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وجبهة احرار الشام مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام متهمين اياها بالاستيلاء على حقول النفط ومنشآت حيوية اخرى. وقال المرصد ان ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا في اشتباكات عنيفة في مدينة دير الزور واماكن اخرى بالمحافظة الواقعة على الحدود مع محافظة الانبار العراقية التي احتل مقاتلون من الدولة الاسلامية في العراق والشام اثنتين من مدنها الشهر الماضي.