أطرح تساؤلات حول مستقبل مصر الثورة، فقد قامت ثورة 25 يناير من أجل مطالب عادلة وممكنة قامت من أجل القضاء على الفساد والظلم والديكتاتورية، ونادت بالكرامة والعيش والعدالة الاجتماعية، وراح ضحيتها خيرة شباب مصر وجاء النظام الفاشى وسرق الثورة وفشل برلمانه وحكومته وقيادته فى الحفاظ على الوطن، ولم يرتض الشعب المصرى أن تسرق ثورته، ولم يرتض الشعب المصرى أن يتخلى عن المبادئ التى خرج من أجلها فخرج وناهض دستور الإخوان الذى كان يكرس للدولة الطائفية والذى كان هدفه القضاء على الهوية المصرية. بل خرج الشعب المصرى وتوالى خروجه فى 30 يونيو ليكمل ثورته ويعزل نظاما ينتمى إلى أيدلوجية خارج أيدلوجية الوطن فى ثورة أبهرت العالم بل واصل نضاله عندما خرج يوم 26 يوليو للقضاء على الإرهاب الأسود القاتل الذى كان يريد أن يفتك بمصر الحضارة والمستقبل، وظهر إبداع الشعب المصرى حينما خرج للتصويت على دستور مصر الجديدة ولم يخش إرهاب خفافيش الظلام عندما حاول هذا الإرهاب أن يزرع الخوف فى قلوب المصريين من الخروج فى الاحتفال بثورته، خرج المصريون وحشدوا الميادين تأكيدا على حرصهم وحمايتهم وحبهم للوطن، وإن دل هذا فإنما يدل على أن الشعب هو المعلم والقائد والمحرك الرئيسى للخريطة الوطنية، فهل يتعلم الساسة والقادة من هذه الملحمة الرائعة؟ وهل من يأتى فى السلطة القادمة سوف يحترم عقل المواطن بل وإدراكه للحظة الراهنة التى تمثل لحظة العبور لشعب يناضل من أجل مصريته؟ وهل يكفوا من يقومون بمحاولات التواصل بجماعة الإخوان لإرجاعهم مرة أخرى إلى المشهد السياسى عن هذا الفعل المهين لهم ولوطنهم؟ وهل من سوف يأتى على كرسى مصر سيكون همه الأساسى الحفاظ على مصر وتحقيق الكرامة لشعبها؟ تساؤلات كثيرة تدور فى ذهن من يحب مصر نضعها أمام من يتطلع إلى أن يكون مسئولا فى هذا الوطن، فالمسئولية تضمن الإخلاص وطرح مشروع إصلاحى يضمن مستقبل مصر على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا بل أمنيا، مشروع إصلاحى يحترم المواطن ويقدم له مصر فى ثوبها الجديد.. مصر الثورة.. مصر الأمل.. مصر المستقبل.