قال الفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل أن جمال عبد الناصر لم يكن ديكتاتورا على الإطلاق ، وهذا من واقع معرفتى به من خلال أمانة الشباب بالتنظيم الطليعى . وأضاف -خلال لقائه الفكرى بجمهور معرض الكتاب الذى عقد مساء اليوم بالقاعة الرئيسية بالمعرض- أننى توليت منصب نائب رئيس الوزراء بعد ثورة 25 يناير وكان السبب الرئيسى فى اختيارى ، هو رفضى الصريح لملف التوريث وهذا ما أعلنته فى أحد مقالاتى فى خطاب إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، وهذا أيضا ما اتفق فيه معى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، والذى اعلن ممثلها فى ذلك الوقت المشير طنطاوى أنهم لن يطلقوا رصاصة واحدة تجاه مواطن مصرى ، وهذا ما دفع مبارك إلى التنحى مباشرة وهذا أمر يحسب له . وأشار إلى أن المشير طنطاوى عاتبنى بعد توليتى المنصب نائب رئيس الوزراء ، فى اول تصريحات لى حيث أننى ذكرت فى مجمل تصريحاتى لفظة "العسكر" ، وهذا ما استنكره المشير طنطاوى ، وهنا أبلغته بأنه يكفى للعسكر أنهم أنجبوا لنا جمال عبد الناصر فرد المشير بأنك "كيفتنى" وقل ما تشاء ، موضحا بأن الشخص الذى يجمع عليه الشعب المصرى الآن هو المشير السيسى وهو يتميز بالجمع بين كاريزما جمال عبد الناصر وذكاء وحنكة السادات ، ولكن مشكلات مصر كبيرة جدا ولا يمكن لأى شخص مهما كانت إمكانياته أن يحل هذه المشكلات بين يوم وليلة ولكن بكل الأحوال السيسى هو الأفضل والأصلح خلال هذه المرحلة . ولفت الجمل إلى واقعة مهمة فى بداية عهد مبارك صدر حكم من المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب ، فطلب مبارك من وزير العدل فى ذلك الوفت فاروق سيف النصر الاستماع إلى رأى كل من سليمان الطماوى وأنا وأحمد كمال أبو المجد ، فكان الرأى من الطماوى بأن الحكم واجب التنفيذ ، وأنا قلت يقول الرئيس بعد الإطلاع على قرار المحكمة الدستور ويدعو للانتخابات ، وأبو المجد قال نفس الكلام إلا ان الوزير طالبنا بإعادة التفكير لأنه من الممكن ان يكون هذا عبر الاستفتاء ، فوافق أبو المجد ورفضت انا الاستفتاء على حكم محكمة ، وتم تنفيذ هذا الرأى وهذه شهادة للتاريخ .