قال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعليقا علي بيان جماعة الإخوان المسلمين - الصادر مساء أمس الثلاثاء بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير -: "لا يمكن لشعب أن يتم خداعه مرتين وبنفس الأسلوب". وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أصدرت بيانا مساء الثلاثاء اعترفت فيه بالأخطاء التي ارتكبتها خلال تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم، وأنهم أقصوا الشعب والأطياف السياسية خلال فترة حكمهم، وكان نص البيان: "قام الشعب المصري البطل بثورته العظيمة في 25 يناير 2011، التي أبهرت العالم كله، وتمثلت عظمتها في تلقائيتها وسلميتها وتضحياتها ونقائها وثباتها وروحها التي صهرت كل الفصائل والتوجهات في بوتقة الوطنية الخالصة العابرة للولاءات الحزبية والمذهبية والمخلصة لمصلحة الوطن، وكانت هذه هي أسباب نجاحها الكبير والسريع. ووقعت في الفترة الانتقالية، التي امتدت ثلاث سنوات حتى الآن، أحداث جسام، أسفرت عن وقوع انقلاب، يحكم الآن بالإرهاب والنار، ويقبض على مفاصل الدولة ومؤسساتها بقبضة من حديد، وأعاد البلاد لحالة أسوأ وأبشع مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير 2011. كان ذلك نتيجة لمؤامرات دولية وإقليمية ومحلية استغلت الأخطاء التي وقعنا فيها نحن جموع ثوار يناير، حينما حدث ابتعاد عن روحها العظيمة المتمثلة في الوحدة وإنكار الذات، ووقع التنازع والتعادي فيما بيننا، وإذا كان الجميع قد أخطأ فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذي وقعنا فيه، حينما أحسنا الظن بالمجلس العسكري، حيث لم يرد على خاطرنا أنه من الممكن أن يكون هناك مصري وطني لديه استعداد لحرق وطنه وقتل أهله من أجل تحقيق حلمه وإشباع طمعه في الوصول إلى السلطة، كما أننا أحسنا الظن في عدالة القضاء، وأنه سيقتص للشهداء ويقضي على الفساد، حتى لا نقع نحن في ظلم أحد، ولا نتلوث بدم حرام. لقد راهن العسكريون على قدرة الإعلام الكاذب على خديعة الشعب، وتمرير "ديكور" ديمقراطي مزور، إلا أن الشعب العظيم أثبت من جديد وعيه، وقاطع استفتاء الدم والخراب، لا سيما شريحة الشباب الذين هم نبض الحاضر وأصحاب المستقبل، خصوصا بعد اكتشافهم أنهم أمام انقلاب عسكري يريد أن يستعبد تسعين مليون مصري ومصرية أحرار لصالح حفنة من الفراعنة العسكريين المغامرين. والآن ونحن نستقبل الذكرى الثالثة لثورتنا العظيمة في 25 يناير؛ فإننا ندعو الجميع - وفاءً لها ولقوافل شهدائها الأبرار الذين صعدوا ولا يزالون إلى ربهم- أن نستعيد روحها في الوحدة وإنكار الذات، والتعاهد مع الله أولا، ومع بعضنا، أن نستمر في ثورتنا، حتى نحقق أهدافنا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وألا ننخدع مرة أخرى بمحاولات إيقاع الفرقة والتنازع بين صفوف الثوار. ولا ريب أننا جميعا قد وعينا الدرس، واقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه، لا تستثني أحدا، ولا تقصي أحدا، ولا تحتكر الحقيقة، ولا تتحكم في توزيع صكوك الوطنية بالهوى".