أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقرّه باريس، ان دعم العراق لسوريا في أزمتها الداخلية سبب رئيسي فى توتر العلاقات مع تركيا. وأوضح بيان المركز أن 47.4 % ممن شملهم الاستطلاع رأيهم أن تداعيات قضية طارق الهاشمي، وسياسة المالكي المتحالفة مع ايران هي أيضا من الأسباب الكامنة وراء توتير العلاقات العراقية - التركية. وأن 27.1 % يرون أن الاستقطاب الإيراني لشيعة العراق والتركي لسنة العراق هو السبب الرئيسي وراء توتير العلاقات العراقية - التركية. و25.5 % رأوا أن تطلع تركيا لاعادة امجاد الدولة العثمانية هو انعكاس طبيعي لعملية تدخل تركيا في الشؤون الداخلية للدول العربية. وانتهى المركز إلى نتيجة أن توتر العلاقات التركية - العراقية مؤخرا وتقاذف قادة البلدين الاتهامات ليحّمل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية ما حصل من دون ان يخوض أي منهما في حقيقة خلفية ما جرى تحسبا لعدم توتر العلاقة إلى حد قد تؤدي الى صدامات أو إلى مواجهات. ومن خلال رصد الأسباب التي ادت إلى توتر العلاقات بين البلدين امكن تبيان عدة عوامل منها أن الصراع الداخلي بين الأطراف العراقية بين السنة والشيعة انعكس بدوره على تركيا السنية وعلى رئاسة الحكومة العراقية الشيعية، مستشهدا على ذلك بالخلاف بين نوري المالكي ونائبه صالح المطلك وكذلك الخلاف بين طارق الهاشمي ونوري المالكي خاصة وأن الهاشمي والمطلك من اهل السنة. وأن وقوف العراق إلى جانب النظام السوري ووقوف تركيا إلى جانب المعارضة السورية، الصراع التركي - الإيراني حول قيادة المنطقة انعكس بدوره على العلاقة التركية - العراقية خاصة وأن الحضور الإيراني داخل العراق لا يستهان به اقتصاديا وعسكريا وسياسيا. هذا إلى جانب قضية الأكراد واصرار السلطات العراقية على عدم وضع حد للانفصاليين الأكراد من اصول تركية المتواجدين داخل الأراضي العراقية ساهم في توتير العلاقات، واعتماد العراق بشكل أقل على المنتجات التركية بعد أن وصلت المبادلات البينية والاستثمارات المشتركة إلى نحو 10 مليارات دولار، وأن منطقة الشرق الأوسط بأكملها باتت أسيرة محورين متباعدين والأمر ينطبق ايضا على العراق وتركيا.