على الرغم من أن التونسيين يتوجهون اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة في بلادهم وفي أول انتخابات تجرى في دول "الربيع العربي"، إلا أن التفاؤل يخيم عليه قلق عميق حتى بعد مرور نحو تسعة أشهر على الإطاحة بزين العابدين بن علي، فلا تزال البلاد تحت سيطرة النظام الفاسد القمعي القديم. إن هم التونسيين، الذين يفخرون بثورتهم التي استهلت وألهمت الربيع العربي، هو الحفاظ على "ثورتهم غير المكتملة"، حيث يشكوا محامون من أن وحشية وقمع الشرطة ما زالت مستمرة حتى بعد سقوط بن على, -حسبما ذكرت الاوبزرفر- ويشكو نشطاء حقوق الإنسان من سيطرة الموالين للنظام القديم والمتعاطفين معه على النظام القضائي, ومن أن الفساد تفاقم ومن أن بعض مسئولي النظام السابق حصلوا على مناصب أرفع بعد الثورة. وتقول إيمان تريكي ناشطة حقوق الإنسان التونسية "نتلقى عددا هائلا من حالات انتهاك حقوق الإنسان. ولا يمكن مهما أن تصدق أن الثورة قامت. فالتعذيب ممنهج ولم تتغير السبل مطلقا". وتشير تريكي إلى أن أصحاب المدونات على الانترنت يجري اعتقالهم بصورة "ممنهجة وروتينية" بتهم ملفقة كما يجري اعتقال السلفيين وحتى الأطفال.