صدر عن أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي كتاب شعري للشاعرين حمد خليفة أبو شهاب وحمزة أبو النصر بعنوان "أريج السمر". والكتاب يقع في 98 صفحة من القطع الكبير, وهو عبارة عن مساجلات شعرية جرت بين الشاعر الإماراتي الراحل حمد أبو شهاب, والشاعر المصري حمزة أبو النصر، حيث التقى الشاعران في دبي خلال الفترة التي قضاها حمزة أبو النصر مدرساً في دولة الإمارات العربية المتحدة بين عامي 1986و1989 ونتج عن لقاءاتهما المساجلات التي تضمنها الكتاب. وتدور قصائد الشاعرين حول غرض جليل وهام عند كل غيور على العربية وآدابها وعلى الشعر العربي خاصة ألا وهو الدفاع عن أصالة هذا الشعر، والتصدي للحملات المغرضة التي تتسابق عبر الصحافة وغيرها من وسائل الإنتشار إلى هدم صرح الأدب العربي والانتقاص من جلال وجهه المشرق ومحياه الكريم. وأكدت مقدمة الكتاب أن ما نُكبت به آدابنا بوجه عام وشعرنا على وجه الخصوص من هجمة شرسة من دعاة ما يسمى بتيار "الحداثة" ما هو إلا مقدمة وتمهيدا لمخطط فكري مدمر يبدأ بالأدب فيهدم أصوله ومعاييره الفنية وقيمه الجمالية فتحل الضبابية والغموض محل التعبير الناصع الوضيء، والجمل المفككة والمفردات المبعثرة , والمضامين غير اللائقة ، حيث يؤول الأمر أخيراً إلى أن يصبح هذا تياراً اجتماعياً عاما يؤدي إلى نشر الفوضى الفكرية وانعدام الرؤية الهادفة وسيادة القيم الاجتماعية والنفسية الوضيعة بعد أن تهدم كل الحواجز بين القيم المتضادة, ويتساوىء الرديء بالجيد وتصبح الساحة الأدبية مرتعاً لكل من هب ودب من أدعياء الأدب. وتلفت مقدمة الكتاب إلى أن هذه الموجة بدأت بالدعوة إلى هدم عمود الشعر والتحلل من القافية مسوغين ذلك بأن الشاعر لديهم مكبل بأغلال الوزن والقافية التي تخنق أنفاسه المترسلة فتحد من إبداعه وشاعريته، مؤكداً أن هذه الدعوة خاوية يكذبها تراثنا الشعري من قديم وحديث حيث أن الشعراء المجيدين من أبناء هذه الأمة سطروا روائع خالدة من القصائد الموزونة المقفاة لا تزال إلى الآن مغردة على ثغر الزمان. وتعتبر أكاديمية الشعر بأبوظبي أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العربي بشقيه الفصيح والنبطي, وجاءت فكرة تأسيسها استكمالا للاهتمام الذي توليه إمارة أبوظبي للأدب والثقافة بما في ذلك الشعر الذي يعد مرجعا مهما وأصيلا في تاريخ العرب.