لا تزال المواجهات مستمرة بين رجال الشرطة ومحترفي البلطجة الذين ينتشرون في المناطق الشعبية مدججين بالأسلحة النارية ، في محاولة لفرض سطوتهم على المواطنين. وتشير الإحصائيات النهائية إلى سرقة نحو 13 ألف سيارة منذ بداية الثورة حتى اليوم ، وأصدرت وزارة الداخلية 23 ألف ترخيص لحمل السلاح منذ اندلاع الثورة حتى اليوم بعد تكالب عدد كبير من المواطنين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، نتيجة انتشار جرائم البلطجة، ووقوع مواجهات دامية بين رجال الأمن وأعداد كبيرة البلطجية. وكانت مجموعة من البلطجية اقتحمت قسم شرطة المقطم لتهريب مسجل تم القبض عليه، كما سادت حالة من الرعب والهلع على منطقة روض الفرج بشبرا، الاثنين الماضي، إثر سيطرة مجموعة كبيرة من البلطجية والمسجلين خطر على المنطقة بجوار قسم الشرطة وتبادلوا إطلاق الرصاص مع رجال الأمن لأكثر من ثلاث ساعات حتى تحولت المنطقة إلى ساحة للقتال، بين رجال الأمن وعناصر خارجة على القانون وتجار المخدرات. وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل مواطن وإصابة أربعة آخرين، فضلا عن إصابة اثنين من ضباط الشرطة بطلقات نارية.
وأبدى أهالى المنطقة تخوفهم من ارتفاع أعمال البلطجة إثر هذه الأحداث، مطالبين بضرورة تكثيف التواجد الأمني، خاصة بعد استيلاء عدد من البلطجية على قطعة أرض فضاء وتحويلها إلى جراج تم استغلاله لتجارة وترويج المخدرات . وكان شقيق أحد الضحايا محمد كمال، قد أصيب أثناء توجهه إلى عمله، الاثنين، وفوجئ بالأحداث وإطلاق الرصاص بشكل كثيف وعشوائي وحاول الفرار، غير أن القدر كان في انتظاره، وأصابته إحدى الطلقات فلفظ أنفاسه على إثرها بعد معانته ثلاثة أيام بالمستشفي. وقال محمد حسانين، أحد شهود العيان المقيمين بروض الفرج : فوجئت أثناء عودتى من عملى بسماع أصوات أعيرة نارية تنطلق في سماء المنطقة، فظننت أنها تطلق ابتهاجا بعرس أو مناسبة، غير أنني سمعت أهالي المنطقة يصرخون ويهرولون مسرعين للاختباء في مساكنهم، فعلمت في تلك اللحظة أن مجموعة من البلطجية يحملون الأسلحة النارية ويستقلون درجات بخارية وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي. وأضاف الطالب الجامعي وأحد شهود العيان، حسام حمدي، أنه شاهد رجال الشرطة يطاردون مجموعة من الأشخاص وتبادلوا إطلاق الرصاص، وسط صراخ النساء والأطفال، وكأنه شاهد فيلما سينمائيا.