ينتظر العالم العربى والعالمى اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائى الذى يعقد فى القاهرة الأحد القادم، خاصة بعد وقوف روسيا والصين ب"الفيتو" أمام استصدار قرار ضد النظام السورى ، لمواجهة العنف والقمع الذى يستخدمه نظام "الأسد" ضد المدنيين السوريين. وأثار اتخاذ اجراءات متشددة من الدول العربية خلال اجتماع وزراء خارجيتهم الأحد ضد دمشق جدلا شديدا ، خاصة بعض الدول في مقدمتها الجزائر التي تحفظت بالاجتماع الذى عقد 22 يناير علي التوجه للأمم المتحدة. واكد مصدر عربى أنه بعد فشل العرب فى استصدار قرار فى مجلس الأمن ، سيكون موقفهم صعبا فى اتخاذ قرار ضد النظام السورى ، وسيكون طرد سفراء النظام السوري بالدول العربية أحد المقترحات الأقرب إلي النقاش والأقوى للاتخاذ ، وسوف يستمع الوزراء الى عرض يقدمه رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي في ظل قرار بلاده بسحب سفيرها فى دمشق ، ودعوة رئيس حكومته إلي ضرورة تبني الدول العربية نفس الاجراء. وأضاف المصدر أن هذا القرار هو القرار الأقوى الذى ممكن ان يتخذه مجلس الجامعة الوزارى بعد الفشل العربى فى مجلس الأمن. فيما قالت مصادر أخرى إن هناك عدة "سيناريوهات" سيتم خلالها التعامل العربي مع الأزمة السورية المستمرة ، وهو إمكانية الذهاب مرة أخرى الى مجلس الأمن الدولى حتي اذا أدي ذلك إلي استخدام روسيا والصين لحق النقد "الفيتو" مرة أخري، وهذا ما اكد عليه الدكتور نبيل العربى بعد اجتماع مجلس الأمن و"الفيتوهان" أنه ممكن الذهاب مرة أخرى لمجلس الأمن. وحول تدويل الأزمة على غرار ليبيا قال مصدر إن الجامعة العربية وأمينها العام متمسكان بالوصول الى حل عربى للأزمة السورية ، دون اللجوء الى قوات الناتو على غرار ماحدث فى ليبيا ، فيما أشار الى أن سوريا ليست كليبيا ، لأن التمسك الروسى والصينى بالفيتو يمنع تعامل مجلس الأمن مع سوريا كليبيا ، الى جانب أن الغرب كان ينظر الى ليبيا على أنها من الدول العربية الغنية بالبترول ، وهذا ليس موجودا فى سوريا. وحول ما وعد به الأسد وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف خلال زيارته لدمشق أمس، قال المصدر إن العالم كله يعلم المصالح الروسية السورية المتبادلة ، ودعم روسيا الى جانب الصين لنظام بشار الأسد ، وما اكد به الأسد للمسئول الروسى من اتخاذه خطوات قادمة فى الطريق الى "الاصلاحات" ، فنحن ننتظر ما ستقدمه محادثات موسكو لحل الأزمة السورية . وقال انه من المتوقع ان لا تؤتى شيئا يدعم حق الشعب السورى فى الوصول الى حريته ، ولكنها ستدعم بقاء النظام ، مع تغير فى امكانية حدوث اصلاحات والوصول الى اجراء انتخابات منتصف هذا العام. ولفت مصدر إلي أنه من المقرر عرض مشروع القرار العربي الأوروبي علي الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول علي دعمها وتأييدها للمبادرة العربية التى تلزم الأسد بتفويض سلطاته لنائبة وانتخاب حكومة وحدة وطنية،ولكنه أكد أن كل هذه المناقشات قد لا تواتى طموحات الشعب السورى الغاضب. وأوضح أن القرار الصائب فى هذه الحالات من العرب هو سحب السفراء العرب من دمشق ، خاصة بعد سحب دول مجلس التعاون الخليجي لسفرائها منذ فترة ، الى جانب بعض الدول كالمغرب والأردن وتونس الى جانب طرد دول الخليج لسفراء سوريا لديهم وأشار إلي أنه فى هذه الحالة يعتبر قرار مجلس الجامعة قرارا صائبا بعد الفشل العربى فى مجلس الأمن ، مع امكانية الذهاب الى مجلس الأمن مرة أخرى ولكن بعد سحب السفراء العرب من سوريا ، وطرد سفراء سوريا من الدول العربية تجاوبا مع المبادرة العربية "المتجمدة". وأضاف المصدر أن الاجتماع الوزارى سيشهد جدلا عربيا بعد اجتماع مجلس الأمن ، أى أن الدول العربية التى كانت تساند النظام السورى – من بعيد – لقرارات الجامعة العربية ، ستتمسك برأيها السابق كالجزائر التى تحفظت على الذهاب للأمم المتحدة والعراق لما لديها من علاقات مع سوريا ، ولبنان ذات الحدود الجغرافية مع سوريا التى تهاب ان يطولها شيئا ، ثم السودان ومصر اللتين ترفضان التدخل العسكرى فى الأراضى السورية..وقال مصدر عربى آخر انه من المتوقع أيضا اتخاذ خطوات عربية بمقاطعة منتجات سوريا.