الجارديان: القذافي توسل إلى الثوار طالبا الرحمة قبل قتله

ذكرت صحيفة الجارديان الجمعة فى تقرير لها حمل عنوان "ملك الملوك يموت في مسقط رأسه" أنه على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية اختبأ القذافى فى مكان مجهول، وأن المقاومة الشديدة والعنيدة من قبل القوات الموالية له أربكت الثوار الليبيين.
وأضافت الصحيفة فى تقريرها الذى نشر على موقعها على شبكة الانترنت أن الموالين للقذافي رفضوا الاستسلام أثناء محاصرتهم في قطاع ساحلى صغير يقدر عرضه بمئات المترات ، حتى عندما بدا انتصار الثوار الليبيين حتميا.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان أن القذافي مات وهو يتوسل ويطلب الرحمة بعد أن تم سحبه من المكان الذي اختبأ به داخل مصرف خرسانى . وأنه قال لأحد المقاتلين أثناء قتله " ماذا فعلت لكم؟ "" لا تطلقوا النار ... لا تطلقوا النار"
ونسبت الصحيفة إلى عبد الجليل عبد العزيز أحد الأطباء الذين رافقوا جثة القذافي في سيارة إسعاف قوله " إنه مات بعيارين ناريين واحد في الرأس والآخر في الصدر"..وأضاف عبد العزيز " لا أستطيع وصف سعادتي. فقد ذهب الطغيان. الآن الشعب الليبي يمكنه أن يرتاح".
وقالت الصحيفة إنه وسط موجة التقارير المتضاربة، فإن الشيء الوحيد الواضح هو أن قتل القذافي كان نهاية مذلة لرجل اعتاد إحاطة نفسه بجماهير من المؤيدين المبتهجين.
وأوضحت الصحيفة أن رحيل القذافي وسقوط سرت يفتح الطريق أمام الانتخابات الوطنية التي تم الإعلان عنها بالفعل والتي سيتم إجراؤها بعد ثمانية أشهر من الكفاح.
ونوهت إلى أن القذافي هو الزعيم الأول الذى يقتل في الربيع العربي المتمثل في الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت الشرق الأوسط مطالبة بنهاية للحكم السلطوى وديمقراطية أفضل.
دعا مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة إلى فتح تحقيق كامل فى مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة صحفية مقتضبة فى جنيف "إن طريقة موته غير واضحة و هناك حاجة لبدء تحقيق."
وأشار كولفيل إلى صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة وظهر فيها القذافي مصابا في أول الأمر ثم ميتا وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين له بعد إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت الخميس. وقال "بشكل عام الصور مزعجة للغاية."
وكان قال رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل قد صرح فى وقت سابق الجمعة بأن أدلة للطب الشرعي أشارت إلى أن القذافي مات بسبب إصابته برصاصة في الرأس أثناء تبادل لإطلاق النار بين الثوار وموالين له بعد اعتقاله.
قال مسئول في حلف شمال الأطلنطى" الناتو" إن طائرة أمريكية بلا طيار شاركت في هجمات في ليبيا الخميس لكن لم يتضح هل النيران الأمريكية أم الفرنسية هى التى أصابت قافلة القذافي فى سرت.
وقال المسئول "شاركت طائرة امريكية بدون طيار من طراز بريديتور في المهمة لكني لا أستطيع القول بيقين أنها شاركت في الضربة التي اصابت المركبات" في قافلة يعتقد أنها كانت تقل القذافي بالقرب من بلدته سرت.
قال قائد عسكري بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى الجمعة إن سيف الإسلام نجل معمر القذافي يحاول الفرار من البلاد جنوبا صوب حدود ليبيا مع النيجر.
وذكر عبد المجيد مليقطة لرويترز أنه يعتقد أن سيف الإسلام يتحرك في موكب من ثلاث سيارات مصفحة في محاولة للفرار.
وأضاف أن مقاتلي المجلس يبحثون عن سيف الإسلام وأن المقاتلين الموجودين في المنطقة في حالة تأهب كامل.
ومن جهتها طلبت الشرطة الدولية (الانتربول) الخميس من سيف الإسلام تسليم نفسه وعرضت أن توفر له مرورا آمنا إلى لاهاى ليواجه تهم ارتكاب جرائم في حق الإنسانية.
وفى السياق ذاته قال وزير خارجية النيجر محمد بازوم الخميس أنه علم من دول غربية أن عبد الله السنوسى رئيس المخابرات السابق صهر القذافى فر عبر الحدود إلى أقصى شمال النيجر.
وقال بازوم إن بريطانيا كانت أول من قدم معلومات عن مكان السنوسى لكن تم تأكيدها من جانب حكومات غربية أخرى.
يذكر أن السنوسى مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم فى حق الإنسانية حيث أمر بقتل واضطهاد مدنيين في أنحاء ليبيا خلال الثورة الليبية.
يأتى هذا فى الوقت الذى تواصلت فيه ردود الأفعال على مقتل القذافى، حيث قال اوسامو فوجيمورا المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية إن مقتل القذافي بأنه " حجر الزاوية في مستقبل أفضل لليبيا " ، معربا عن أمله أن تتمكن ليبيا من تنفيذ عملية إعادة البناء على نحو سريع من خلال إنهاء الصراعات المسلحة واستعادة الأمن وتشكيل حكومة مؤقتة تضم كافة الأطياف .
ومن جانبه ، اعرب وزير الخارجية اليابانى كوتشيرو جيمبا مع عن استعداد بلاده لاستخدام المعرفة والخبرة التكنولوجية المتوافرة لديها فى دعم ليبيا.
وقال جيمبا - إن اليابان سوف تبدأ في تقديم المساعدات المالية للإنفاق على المجال الطبي.
وأوضح أن بلاده سوف تبدأ في ضخ الاستثمارات في ليبيا بمجرد استعادة الأمن بها مشيرا إلى أن الحكومة اليابانية تبحث مسألة فتح سفارتها في ليبيا.