أكد علماء دين وأساتذة جامعات من ايران ومصر قدرة الشعب المصرى بكل طوائفه على تجاوز المرحلة الحالية، واستعادة أمن واستقرار البلاد، واستكمال تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التى بدأ شرارتها الأولى شباب مصر، وشارك بها كل أبنائها من مختلف الأطياف والتوجهات الدينية والسياسية والحزبية، وإمكانية التعاون بين مصر وإيران والاستفادة من قدرات البلدين لتحقيق الوحدة الإسلامية. وشددوا -خلال اللقاءات التي أجراها وفد علماء الأزهر وشباب مصر مع علماء الدين والمفكرين الإيرانيين على هامش زيارتهم لطهران للمشاركة في مؤتمر الشباب والصحوة الاسلامية- على ضرورة تحقيق وحدة الأمة الإسلامية بكل دولها وشعوبها والعمل سويا بعيدا عن أية خلافات مذهبية أو طائفية، مؤكدين عدم وجود خلافات مذهبية حقيقية بين السنة والشيعة وأنهم جميعا مسلمون. وحذر العلماء المصريون والإيرانيون من مخططات أعداء الأمة الإسلامية الذين يسعون دائما لإشعال خلافات مذهبية تفتت وحدة المسلمين، مؤكدين أهمية دور رجال الدين والمفكرين والعلماء من مصر وإيران لمواجهة الفتن التى تثار بين المسلمين من سنة وشيعة لأغراض سياسية. وقال الدكتور يحى ميرزاى أستاذ العلوم السياسية بجامعة المصطفى العالمية في إيران إنه يأمل أن تشهد الأيام المقبلة عودة الأمور إلى طبيعتها في مصر، والاتجاه نحو الأفضل على طريق الحرية والعدالة بعد ثورة 25 يناير بجهود المخلصين والحكماء من شعب مصر العزيز الذى يمثل مكانة خاصة فى نفوس كل الايرانين الذين يفتخرون بثورة مصر وقدرة شعبها على تحقيق حريتهم ومواجهة الفساد والظلم. وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة المصطفى العالمية في إيران، تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مصر وإيران بعد ثورة يناير، موضحا مجالات التعاون العلمى والتكنولوجى الواسعة بين البلدين واستثمار امكانياتهما ومكانتهما لتقوية علاقاتهما المشتركة وتعزيز تضامن الشعوب والدول الاسلامية. وأوضح أن إيران تحتاج إلى مصر بمفكريها ومثقفيها وجذور حضارتها وثقافتها الإسلامية، وأن الوجود النخبوى فى مصر لا يقارن بأية دولة أخرى، كما أن مصر بحاجة إلى إمكانات إيران التقنية والعلمية، وأن العلماء الإيرانيين يتطلعون إلى تعاون استراتيجى وتقنى وعلمى بين مصر وبلدهم، نافيا ما يشاع حول دعوة علماء الدين الإيرانيين لنشر التشيع بالدول الاسلامية، ومؤكدا أن أعداء الأمة يرددون هذه الدعاوى للإثارة. من جانبه، أكد مجيد حكيم الأستاذ بالجامعة الإيرانية أهمية تعزيز التعاون بين مصر وإيران، معربا عن تقديره ثورة مصر ودور شبابها فى تحقيقها، وأهميتها لاستعادة مصر مكانتها المستحقة فى العالم الإسلامى، ومشيرا إلى دور الثورات العربية فى إحياء الصحوة الإسلامية. وقال إن الثورات العربية ومن أهمها ثورة 25 يناير تبشر بمستقبل أفضل لشعوب العالم الاسلامى وتعيد الوحدة للمسلمين فى مواجهة أعدائهم. فيما قال فضيلة الشيخ تاج الدين الهلالى من علماء الأزهر ومفتى أستراليا السابق، منسق الوفد المصرى، إن علماء الدين في مصر وإيران قادرون على التصدى لدعاوى الخلاف بين الشيعة والسنة، ومحاولات إثارة الفتن بين الشعوب الاسلامية، موضحا دور الأزهر في نشر المنهج الإسلامي المعتدل الداعي إلى الوسطية والاعتدال والتفاهم بين كل المسلمين من سنة وشيعة وغيرهم بعيدا عن التعصب. وأشار الهلالي إلى أهمية الفهم الصحيح للاسلام الذى يوحد ولا يفرق، ويقدم رسالته للانسانية جميعا ويهدف لإصلاح شئون البشر، مضيفا أن وحدة الأمة الإسلامية ضرورة بعيدا عن أية خلافات مذهبية أو طائفية، لخير شعوبها، ومنوها بثورة مصر التى أعادت الكرامة للمصريين ووضعتهم على طريق الحرية.