رصدت مجلة "نيوستيتس مان" البريطانية انحسار المد الساخر في مصر في ظل النظام الجديد بعد الإطاحة بجماعة "الإخوان"، متسائلة عن السبب في ذلك وعن ما إذا كان الكتاب والساخرون الأكثر إزعاجا للسلطات قد تقاعدوا أم لا. ورصدت - في تقرير على موقعها الإلكتروني - رفض قناة "سي بي سي" المصرية في الأول من الشهر الجاري بث حلقة جديدة من برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف المعروف في الغرب باسم "جون ستيورت مصر". وقالت المجلة إنه على الرغم من غياب أي دليل على تدخل الجيش في إدارة القناة أوإجبارها على عدم بث "البرنامج" أو إمكانية أن تكون إدارة "سي بي سي" قد اتخذت قرارها طواعية أو بدافع الرقابة الذاتية أو الاقتناع السياسي، إلا أن ثمة سبب للقلق. ورصدت رؤية البعض بأن ثمة تحول في المزاج العام ، وأنه عندما يصل النقد إلى الجيش يتحول هزل كثير من المصريين إلى الجد. ونوهت المجلة عن ازدهار فن النقد الساخر في منطقة الشرق الأوسط إبان الربيع العربي سواء كان هذا النقد عبر رسوم الكاريكاتير أو الكوميديا أو الصحافة، مشيرة إلى استفادة هذه الوسائل التعبيرية. وتساءلت المجلة البريطانية عما إذا كان الكتاب والساخرون الأكثر إزعاجا في مصر قد تقاعدوا أم لا، وقالت إن الصحفي الأمريكي جوناثان جاير، وهو باحث في فن الكومكس بالشرق الأوسط وثقافة الكارتون في مصر على وجه الخصوص، لا يعتقد أنه يمكن القول إن جميع الساخرين في مصر قد تقاعدوا. واقترحت المجلة عودة بث "برنامج" باسم يوسف مرة أخرى عبر نافذته الأولى "اليوتيوب"، ولفتت إلى مدى الانتشار الواسع الذي يمكن تحقيقه عبر تلك النافذة، مشيرة إلى ما حققه الفيديو الساخر من حظر قيادة السيارات على النساء في السعودية، والذي استخدم كلمات "لا نساء لا قيادة" عنوانا له محاكاة لأغنية الفنان الجاميكي بوب مارلي الشهيرة "لا نساء لا دموع" وذلك دعما لحق السعوديات في قيادة السيارات، من نسبة مشاهدة مرتفعة حيث شاهد الفيديو حوالي 10 ملايين شخص.