تعقدت الاوضاع وزادت المخاوف بشأن قضية هويس اسنا بعدما هدد متظاهرو الرى بفتح بوابات هويس إسنا الجديد وغلق التوربينات لإغراق الأقصر وقطع الكهرباء عن مصر، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم وتثبيت العمالة المؤقتة. وردد المتظاهرون بالامس قسم "الاستشهاد أو التثبيت"، وقاموا بعمل نعش يرمز إلى الموت فى سبيل التثبيت وانضم إليهم العاملون برى محافظة أسوان ومحافظة قنا. وقد توافد نحو 120 عاملاً من مركز إدفو التابع لمحافظة أسوان و30 عاملاً من محافظة قنا إلى هويس اسنا، وهدد المتظاهرون بتصعيد الموقف وفتح بوابات مياه قناطر اسنا الجديدة ومنع توربينات الكهرباء من العمل غدًا إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم. ويقول مغربى السيد، أحد المتظاهرين والمتحدث عن مؤقتى رى محافظة أسوان، إنهم جاءوا من مركز إدفو متضامنين مع زملائهم من مركز اسنا ومطالبين فقط بالتثبيت. وأشار إلى أن هناك مجموعة من باقى مراكز محافظة أسوان فى الطريق للوصول إلى إسنا، وقال إن المتواجدين من أسوان يمثلون جميع قطاعات الرى من مهندسين وعمال وفنيين وبحارة. وأصر مغربى على أن تظاهرهم سلمى وأنهم غير تابعين لأى جهة وأنهم مدركون وضع مصر الاقتصادي ولكنهم مصرون على مطالبهم. وأضاف المحتجون أنه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم سوف يفتحون أبواب قناطر اسنا الجديدة، مما يتسبب فى غرق المنطقة الشمالية وغلق تروبينات الكهرباء. وإذا لم تتم الاستجابة سوف يغلقون ترعة الكلابية وترعة اصفون التى تغذى أكثر من 1000 فدان. وقال أحد المحتجين إنه يعمل منذ 20 عامًا، ولم يتم تثبيته حتى الآن وإن راتبه 260 جنيهًا فقط، وإن العمالة المؤقتة بإدارة الرى تصل نسبتها لنحو 80% من العاملين بالإدارة. ومن ناحيته، اوضح أحمد سعد الصادق، مدير المرسى السياحي بإسنا، أن عدد الفنادق خلف هويس إسنا 51 فندقا عائما على متنها 3273 سائحًا من مختلف الجنسيات قادمة من محافظة أسوان متجهة إلى الأقصر. كما يبلغ عدد الفنادق أمام هويس إسنا فى مرسى الحديقة الدولية 23 فندقا على متنها 2372 سائحًا من مختلف الجنسيات قادمة من الأقصر إلى محافظة أسوان. فيما أعرب الاتحاد المصرى للغرف السياحية عن أسفه العميق للأحداث التى تشهدها السياحة النيلية، خاصة فى منطقة هويس إسنا. وأشار الاتحاد - في بيان له اليوم - إلى أن إضراب العمال المؤقتين بهويس إسنا أدى إلى شلل تام لحركة العشرات من الفنادق العائمة وارتباك شديد فى البرامج السياحية لآلاف السائحين على متن تلك المراكب. وأكد أن الإضراب أدى إلى تعطل حركة الملاحة النهرية وتوقف ما يقرب من 100 باخرة سياحية تحمل أكثر من 10 آلاف سائح من مختلف الجنسيات، كما سادت حالة من القلق بين السائحين وارتباك فى برامجهم السياحية المرتبطين بها ما بين زيارات لمواقع أثرية أو الصوت والضوء. وأكد مجلس إدارة الاتحاد برئاسة إلهامى الزيات - فى بيانه - أن مثل هذه الأحداث تسىء ليس إلى قطاع السياحة فقط إنما إلى سمعة مصر وصورتها بالخارج وتؤثر بشكل سلبى على الجهود الكبيرة التى يبذلها قطاع السياحة لاستعادة الحركة مرة أخرى بما يعود بالنفع على الاقتصاد القومى. وأهاب الاتحاد، بالمعتصمين أن يكونوا على قدر المسئولية الوطنية وألا يتعرضوا للبواخر السياحية ويسمحوا لها بالمرور منعا لخسائر بملايين الدولارات تضيع يوميا على اقتصادنا القومى. ولفت إلى أن تلك الأحداث تأتى فى الوقت التى تعانى فيه صناعة السياحة من صعوبات كثيرة . وناشد اتحاد الغرف، المسئولين فى جميع المواقع سرعة التدخل لحل تلك المشكلة والسماح بمرور الفنادق العائمة من الهويس حفاظا على مستقبل السياحة التى تعد صناعة الأمن لمصر.