خيم التوتر على العاصمة صنعاء والعديد من المدن والمناطق جنوب وشرق اليمن، اليوم، الجمعة، وسط حالة من القلق سيطرت على الشارع اليمنى بسبب حالة الانفلات الأمنى الذى تشهده هذه المدن وسط إصرار قوى الحراك الجنوبي على التصعيد، وتنفيذ عصيان مدني شامل في معظم محافظات جنوب اليمن، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية القوى التى تسعى إلى إرباك العملية السياسية والمرحلة الانتقالية، وتعطيل مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل الذى أوشك على الانتهاء بصنعاء. وقال مصدر بوزارة الدفاع اليمنية، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن وتيرة العنف والأعمال المسلحة تتصاعد من جانب العناصر المسلحة المرتبطة بالقاعدة فى جزيرة العرب باليمن مع كل جمعة، حيث تستهدف قيادات منشآت عسكرية وأمنية عالية خلال الفترة الحالية، بالتزامن مع التفجيرات التي تقوم بها عناصر قبلية مسلحة ضد خطوط الكهرباء وأنابيب النفط، والتي تكبد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة. وأشار المصدر إلى أن الحملة الأمنية التي تنفذها وحدات من قوات الجيش اليمنى بالتنسيق مع أجهزة الأمن المختلفة منذ ما يزيد على أسبوعين في صنعاء ومعظم المدن اليمنية، حققت نجاحات كبيرة سواء على صعيد محاصرة المظاهر المسلحة أو الحرب التي تشنها السلطات على تنظيم "القاعدة" إلى جانب إحباط مخططات القاعدة الإرهابية، حيث تم القبض على عدد كبير من الإرهابيين الذين نفذوا عمليات الاغتيالات بحق ضباط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والقوات المسلحة والأمن، بينهم خمسة يشكلون خلية تم القبض عليها في محافظة حضرموت - شرقى اليمن - حيث اغتالوا ثمانية ضباط، كما ألقى القبض على ثلاث خلايا تابعة للتنظيم في صنعاء كانت تخطط لعمليات إرهابية، وخلايا أخرى تم القبض عليها في محافظات أخرى، مشددا على أن ملاحقة عناصر "القاعدة" هى عملية مستمرة لا هوادة فيها. وكشف المصدر العسكرى اليمني النقاب عن أن تقارير استخباراتية ساهمت بشكل كبيرفى ضبط خلايا إرهابية وعناصر تنتمى للقاعدة، وأوضح أن الحملة الأمنية لا علاقة لها بالمخاوف في الشارع اليمني من اتساع رقعة المواجهات بين الحوثيين والسلفيين من منطقة "دماج" بمحافظة صعدة شمال اليمن إلى مناطق أخرى من بينها صنعاء، مشيرا إلى أنها "لتهيئة مرحلة مقبلة ترتكز على الأمن والاستقرار واستعادة هيبة الدولة والنظام والقانون". وأوضح المصدر أنه وفقا لتقارير ميدانية اليوم، الجمعة، فقد انفجرت سيارة نصف نقل أمام أحد فنادق مدينة "حرض" الحدودية بمحافظة حجة – شمال اليمن – مخلفة قتيل وأربعة مصابين بإصابات مختلفة. وأشار المصدر إلى أن موقع الانفجار يبعد نحو كيلو متر واحد عن المنفذ الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وقد أسرعت الأجهزة الأمنية في الحضور إلى موقع التفجير وباشرت التحقيق لكشف ملابسات الحادثة. وعلى صعيد تطورات الأوضاع فى صعدة شمال اليمن، أكد فارس محمد مناع، محافظ صعدة، أن اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في منطقة دماج بدأت مع أول ضوء اليوم، الجمعة، فى استكمال جميع الإجراءات اللازمة للبدء في تنفيذ الآلية الرئاسية لاتفاق إنهاء التوتر والنزاع بين السلفيين والحوثيين. وأوضح المسئول اليمنى، في تصريح صحفى، أن من بين تلك الإجراءات النزول الميداني للجنة العسكرية للقيام بعملية الاستطلاع وتحديد المواقع التي سيتم انتشار وحدات الجيش فيها في مواقع ونقاط الطرفين المتنازعين من السلفيين والحوثيين، لافتا النظر إلى أنه تم الاتفاق على دخول الفريق الميداني لبعثة الصليب الأحمر الدولي الى منطقة دماج مع أول ضوء اليوم لتقديم المساعدات الإنسانية ونقل ما تبقى من الجرحى والمصابين جراء المواجهات المسلحة بين الطرفين. ويشهد اليمن سلسلة من الهجمات والاغتيالات بشكل متزايد، فيما يوجه مسئولون أمنيون أصابع الاتهام فى تنفيذ العشرات من تلك الهجمات إلى عناصر تنظيم القاعدة فى اليمن، والتى خاضت مع قوات الشرطة والجيش مواجهات عنيفة فى محافظات مثل أبين (جنوب) والبيضاء (وسط). يذكر أن تنظيم القاعدة كان قد تمكن عام 2011 من السيطرة على محافظة أبين، إلى أن استطاع الجيش اليمنى بالتعاون مع مقاتلى اللجان الشعبية (مكونة من الأهالى)، منتصف العام الماضى، من استعادة السيطرة على المحافظة، وإخراج مسلحى القاعدة منها.