رغم الاهوال التي نعيشها بسبب إرهاب الجماعة وتضليل الآلاف من الشباب في الجامعات فإن خبرا عما توصل إليه الألمان المتخصصون في الفضاء يشد انتباهي ويجعلني اتوقف عنده، في مدينتنا الضخمة نسينا السماء، حتي مرصد القطامية لم يعد بعيدا عن التلوث وانعكاسات الاضواء التي تؤدي إلي اختفاء جزء كبير من السماء، وما تحوي، الخبر يقول ان العلماء الألمان اكتشفوا حركة لم تكن معروفة لمجرة درب التبانة التي نعيش في طرفها الجنوبي. المجرة كلها ترفرف مثل العلم في تيار هوائي، أي أننا لا ندور مع الكواكب فقط والشموس، ولكننا في حركة مثل رفرفة قماش العلم المرفوع فوق صارية، جاء هذا الاكتشاف بعد سنوات طويلة من الرصد، تري ماذا يترتب علي ذلك؟، هذا ما نحتاج إلي سنوات أخري لنعرفه، إن دقة ما نتوصل به من معلومات عن الكون تطلعنا علي ما قد يحدث لمجموعتنا الشمسية، لكوكب الارض، لكل ما هو أوسع مدي من ضيق أفق الإخوان وإصرارهم علي التبعية لشخص كان الانسان يتواري خطأ كلما جاء ذكره باعتباره رئيسا لمصر. درب التبانة مجرة لولبية الشكل، تحوي ما بين مائتي مليار نجم إلي اربعمائة مليار، من بينها الشمس وهي نجم متوسط الحجم، عرض المجرة حوالي مائة ألف سنة ضوئية وسمكها حوالي ألفا سنة، في رحلاتي زمن الحرب مع دوريات الصاعقة في المناطق غير المأهولة في صحراء مصر، كنت أتطلع إلي فوق أكثر مما أتطلع إلي تحت، أرقب النجوم التي تصبح قريبة من الارض، وذلك القصف الكوني من الشهب المحترقة عند حدود الغلاف الجوي الذي يحوي كوكب الارض، أتأمل في محدودية الانسان مهما عرف وخفة عقله احيانا وعظمته أيضا فمنذ سعيه فوق كوكبنا ولم يتوقف عن التطلع إلي أعلي، وكان نصيب مصر من ذلك عميقا، أول صورة للابراج الاثني عشر في مقابر وادي الملوك، بالتحديد في مقبرة رمسيس السادس، أما الرسم الكامل للكون فيتمثل في هذه اللوحة النادرة المنتزعة من معبد دندرة والموجودة الآن في اللوفر، تري ، هل سيغير وعينا بهذه الرفرفة التي تحرك مجرتنا الشاسعة شيئا؟ نقلاً عن الأخبار