اعتبر كمال وحيد، مدير آثار سقارة، مقبرة حتب من المقابر الفقيرة للغاية، لعدم احتوائها علي أية كنوز أو مقتنيات ثمينة، وإنها لا تحوى سوى الجدران المنقوش عليها رسومات توضح جوانب من حياة ومعيشة صاحبها حتب كا، واصفا المقبرة بأنها مقبرة منحوسة من كثرة ما تعرضت له من محاولات سرقة ونهب. وأرجع مدير آثار سقارة، خلال جولة قام بها "صدى البلد" لزيارة المقبرة، السبب في تعرض المقبرة للعديد من محاولات السرقة ونهب كنوزها إلى كون صاحبها حتب كا، من الميسورين والمقربين من السلطة، وهو ما تدل عليه وظيفته ككبير مصففي القصر الملكي، مشيرا إلى أنه لا يعقل أن يكون شخصاً بمكانة "كا" ولا يترك في مقبرته أي متعلقات ثمينة أو كنوز. وأكد كمال وحيد أن مقبرة حتب كا التي أعلن المجلس الأعلى للآثار السبت عن استعادة قطعتين حجريتين من مسروقاتها، من المقابر المغلقة وغير المفتوحة للزيارة، مشيرا إلى مجاورتها لموقع حفائر ومخزن كلية آثار جامعة القاهرة الذي تعرض هو الاخر لمحاولة السرقة في أعقاب ثورة 25 يناير، والتي فشلت لصعوبة الوصول إليها.
ووصف وحيد زيارة المقبرة بالمغامرة، مشيرا إلى استحالة الوصول إليها إلا من خلال سيارة دفع رباعي أو نصف نقل ثقيل نظرا لوقوعها وسط منطقة واسعة من الصحراء والرمال ولا يحيطها أي أسوار تأمين أو ما شابه ذلك. وأوضح أن سقف المقبرة يتساوي مع الأرض المحيطة بها لتبدو وكأنها غارقة في الرمال ويبدو عليها من الخارج آثار ما يشبه التنكيس، لاستخدام الأسمنت والكوب الأبيض، فضلا عن أن بابها يبدو ضيقاً للغاية ويسع بالكاد شخصا واحدا.
وقال إن الباب تم غلقه بالأقفال، خاصة بعد تعرضها للسرقة أكثر من مرة، مشيرا إلى أنه تم تصويرها من الداخل من خلال إحدى الفتحات أعلى المقبرة . ولفت مدير أثار سقارة، إلى أنه اتضح بعد تصوير المقبرة أنها عبارة عن حجرة صغيرة أسفلها بئر الدفن، والباب الوهمي داخلها كان مخصصا لعبور المتوفى إلى العالم الأخر حسب ما كانوا يعتقد القدماء، لافتا إلى أنه تم تصميمه من أجل خداع اللصوص، حيث يعطيهم إيحاء بأنه يخفي شيئا خلفه، كما تبدو من الداخل جدران المقبرة وعليها آثار انتزاع اللصوص للأجزاء المسروقة.