كارثة كينيا.. عدد الضحايا من النساء يرتفع إلى 42.. والشرطة تعلن القبض على ق.اتل متسلسل لتبرئة ضباطها

نشرت مديرية التحقيقات الجنائية في كينيا اليوم صورة لشخص يدعى كولينز جوميسي خاليشا، 33 عامًا، وخرجت في مؤتمر صحفي كبير لتعلن برائتها من تهمة قتل النساء اللآتي وجدن مقطعن الجسد على قرب من قسم الشرطة، وسط اتهامات للشرطة بالتخلص منهن أثناء المظاهرات الاحتجاجية المعروفة ب"انتفاضة الشرائيب"، وذكرت الشرطة أن الجريمة لا تقتصر على ال8 جثث الذين تم العثور عليهم، ولكن منفذ الجرية قاتل متسلسل فام بقتل 42 سيدة خلال عامين.

وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، فإن الجريمة المروعة التي شغلت الرأي العام الكيني على مدار الأيام الماضية لم تغلق مع الكشف عن المجرم، حيث هناك مطالب واسعة لحماية النساء من جرائم القتل المنتشرة بقوة داخل المجتمع الكيني، وخرجت أصوات نسائية تدعوا إلى خطوات عملية، سواء تشريعية أو تنفيذية من قبل الحكومة للتصدى لتلك الظاهرة.



الكشف عن الجريمة

وبحسب ما جاء في تقرير الBBC، أمس الأحد، فقد اتهمت الشرطة الكينية بإطلاق النار على العشرات من المتظاهرين المناهضين للحكومة، وقال القائم بأعمال المفتش العام للشرطة الكينية إنه تم نقل ضباط من مركز للشرطة بالقرب من مكب نفايات تم العثور فيه على أجزاء جثة مقطعة.
وقال الشرطة الكينية، إنه تم انتشال ثماني جثث لنساء من موقع الحادث في العاصمة نيروبي.، فيما أعلنت هيئة مراقبة الشرطة الكينية في وقت سابق أنها تحقق فيما إذا كان هناك تورط للشرطة في الوفيات المروعة، والتي تأتي وسط مزاعم عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان من قبل الضباط خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة الأخيرة.
وذكرت الشرطة أن ضباطا من مركز شرطة كوار تم نقلهم لضمان إجراء "تحقيقات عادلة وغير متحيزة" في الوفيات "البشعة"، فيما يقوم المحققون بتمشيط الموقع في حي موكورو منذ يوم الجمعة، عندما تم العثور على جثث ست نساء في أكياس عائمة في بحر من القمامة، كما تم، السبت، العثور على خمس حقائب أخرى تحتوي على أجزاء من جثث.


براءة الشرطة اليوم

اليوم، وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد قالت الشرطة في كينيا إن قاتلًا متسلسلًا مشتبهًا به اعترف بقتل 42 امرأة على مدار العامين الماضيين، في قضية مروعة أثارت دعوات لزيادة التدابير لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي في البلاد.
وذكرت السلطات إن كولينز جوميسي خاليشا (33 عاما) "استدرج وقتل وتخلص من 42 جثة نسائية"، لم يتم العثور إلا على تسعة منها، وقال مدير التحقيقات الجنائية في كينيا محمد أمين للصحفيين اليوم الاثنين إنه تم القبض عليه في سويتو شرقي العاصمة نيروبي في الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين خارج النادي الذي ذهب إليه لمشاهدة نهائي كأس الأمم الأوروبية 2024 لكرة القدم.
وقال أمين إن "المشتبه به اعترف بالتحقيق معه باستدراج 42 جثة نسائية وقتلها والتخلص منها في موقع إلقاء الجثث، حيث قُتلن جميعاً في الفترة من عام 2022 وحتى يوم الخميس 11 يوليو 2024"، وأضاف القائم بأعمال المفتش العام للشرطة، دوغلاس كانجا، في بيان، أن "فحص ما بعد الوفاة يجري اليوم" على الجثث التسع التي تم انتشالها حتى الآن، وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأحد قبل اعتقال المشتبه به، قال كانجا إن الجثث "كانت مقطعة بشكل خطير، وفي حالات مختلفة من التحلل، وتركت في أكياس".


القاتل مريض نفسي يسكن قرب موقع الجثث


ويقول أمين اليوم الاثنين، إننا نتعامل مع قاتل متسلسل، قاتل متسلسل مريض نفسيا ليس لديه أي احترام للحياة، وأضاف أن خاليشا "قاد الضباط إلى منزله المستأجر المكون من غرفة واحدة"، والذي يقع على بعد حوالي 100 متر (328 قدمًا) من مسرح الجريمة. وكان من بين العناصر "الحاسمة" التي قالت الشرطة إنها عثرت عليها في المنزل المستأجر، سكين طويل، و12 كيسًا من النايلون، وزوجًا من القفازات المطاطية الصناعية، وقرصًا صلبًا، وثمانية هواتف ذكية.
وذكر أمين إنه بحسب اعترافات المتهم فإن ضحيته الأولى كانت زوجته، حيث "خنقها حتى الموت قبل أن يقطع جثتها ويتخلص منها في مكان الجريمة"، وأضاف أنه "من خلال التحقيقات معه تبين أن جميع ضحاياه قتلوا بنفس الطريقة".
وأضاف أمين أن اعتقال خاليوشا جاء بعد "تحليل جنائي لهاتف محمول يخص إحدى الضحايا، جوزفين مولونجو أوينو، حيث أشارت معاملات الأموال عبر الهاتف المحمول التي أجريت في اليوم الذي اختفت فيه إلى المشتبه به"، وقد تم العثور على أول ست جثث يوم الجمعة من قبل سكان منطقة كواري في حي موكورو كوا نجينجا بنيروبي، وقالت الشرطة الكينية إن الجثث عُثر عليها في "محجر مهجور" "مليء بالمياه ويستخدم كمكب للنفايات".


تهرب لمدة عامين .. وغضب عارم

وأوضحت الشرطة الكينية، أن المشتبه به كان يعيش على مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من مكب النفايات، مما أثار تساؤلات حول كيفية تهربه من الكشف عنه لمدة عامين، كما يقع الموقع بالقرب من مركز للشرطة، فيما دعت مجموعة من القيادات النسائية يوم الاثنين إلى تعزيز الحماية للمرأة الكينية بعد تزايد حالات قتل الإناث.
وفي مؤتمر صحفي، تساءلت النائبة ليا سانكاير سوبياتو من كاجيادو: "ربما تكون هؤلاء النساء قد قُتلن اليوم، ولكن من هي المرأة التالية في القائمة؟"، وأضافت: "من المحزن للغاية أن شخصًا قتل 42 شخصًا لا يزال يتجول هناك. يجب أن تكون حياة النساء مهمة، ويجب حماية حياة النساء".
وطالبوا بإعادة إنشاء مكاتب مخصصة للنوع الاجتماعي في مراكز الشرطة في جميع أنحاء البلاد وتعيين ضباط مدربين تدريباً جيداً للتعامل مع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي.