نددت دول عربية وإقليمية بهجوم إسرائيل على منطقة تصنفها "آمنة" في جنوب قطاع غزة، السبت، وأودى بحياة ما لا يقل عن 90 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 300 آخرين. وزعمت إسرائيل أنها استهدفت قائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف، في غارة جوية على منطقة مواصي خان يونس بجنوب قطاع غزة، وهو ما وصفته الحركة الفلسطينية بأنه "ادعاءات كاذبة". كما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الهجوم استهدف أيضاً قائد "كتيبة خان يونس" رافع سلامة، واصفاً القياديَين في "حماس" بأنهما من العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر. وفي وقت لاحق السبت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لا يوجد تأكيد تام على قتْل محمد الضيف في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواصي خان يونس بقطاع غزة. وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي هو الأول من نوعه منذ ما يربو على ال100 يوم: "مهما حدث سنصل إلى كل قيادي في حماس". وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ووسائل إعلام، إن الهجوم الإسرائيلي قتل 90 شخصاً على الأقل، وأصاب أكثر من 300 آخرين، بينهم حالات حرجة وخطرة. وأدانت السعودية ومصر والأردن الهجوم الإسرائيلي، وهو الأقوى منذ عملية النصيرات الشهر الماضي التي أودت بحياة أكثر من 270 شخصاً، وأصابت مئات آخرين. وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن المملكة تدين وتستنكر "استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وآخرها استهداف مخيمات النازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة". وجددت الخارجية السعودية مطالبتها "بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين العزّل في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما أكدت المملكة على "ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية". وطالبت الخارجية المصرية إسرائيل في بيان ب"الكف عن الاستهانة بأرواح المواطنين المدنيين العزّل، والتحلي بالمعايير الإنسانية الواجبة التزاماً بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وحذَّر البيان المصري من أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن القبول بها تحت أي مبرر من المبررات"، وأن مثل هذه الانتهاكات بحق الفلسطينيين "تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين". من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية "الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين". وأكد المتحدث باسم الوزارة في بيان "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحديها للمجتمع الدولي والإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب، وارتكابها لجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعرقلتها لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع". وطالب الأردن المجتمع الدولي بتحرك فوري وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينين والمستشفيات والمنظمات الإغاثية التي تقدم الخدمات الحيوية الأساسية للفلسطينيين في قطاع غزة. كما أدانت الرئاسة الفلسطينية في بيان، "المذبحة المروعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مواصي مدينة خان يونس بقطاع غزة". وحمّلت الرئاسة الفلسطينية "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها وكذلك الإدارة الأميركية التي توفر كل أنواع الدعم للاحتلال وجرائمه، والتي هي حلقة في سلسلة المذابح اليومية التي ترتكبها في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تُمثّل جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة جماعية تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وتابع البيان: "وتعتبر الرئاسة حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال شريكاً في تحمُّل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا". ودعت الرئاسة الفلسطينية "حركة حماس إلى تغليب المصالح الوطنية العليا ونزع الذرائع من يد الاحتلال بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق شعبنا". اعتبرت الخارجية التركية هجمات إسرائيل على منطقة المواصي المكتظة بالنازحين الفلسطينيين "حلقة في سلسلة جهود حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو للقضاء على الفلسطينيين كافة". ونشرت الوزارة، السبت بياناً، بشأن مواصلة إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. بدورها قالت حركة "حماس"، إن إعلان إسرائيل استهداف قيادات للحركة في منطقة مواصي خان يونس، "ادعاءات كاذبة" من أجل "التغطية على حجم المجزرة المروعة". وأوضحت الحركة، في بيان، أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب المجزرة في منطقة صنَّفها بأنها آمنة ودعا المواطنين للانتقال إليها"، مضيفة أن "طائرات ومدفعية ومسيّرات الاحتلال استهدفت بشكل مكثف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة". وتابعت: "ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الأولى التي يدّعي فيها استهداف قيادات فلسطينية، ويتبيّن كذبها لاحقاً، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".