مجلس وزاري للأمن السيبراني.. ماذا سيقدم للدول العربية بعد موافقة «قمة البحرين» على إنشائه؟

أقرت القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين في 16 مايو الجاري، إنشاء مجلس وزاري عربي يختص بشؤون الأمن السيبراني ويعمل في نطاق جامعة الدول العربية، وذلك بناء على مبادرة المملكة العربية السعودية لإنشاء هذا المجلس، لتكون له العديد من الأهداف والاختصاصات في سبيل الوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق يمكن من تحقيق النمو والازدهار للدول العربية.

ويأتي إنشاء المجلس الوزاري العربي للأمن السيبراني استشعارًا من الدول العربية بأهمية التنسيق والتعاون الإقليمي العربي في الأمن السيبراني، في ظل تزايد التهديدات السيبرانية على دول العالم، التي استهدفت جميع القطاعات، وخاصة الحيوية منها، فضلًا عن كون التهديدات السيبرانية أصبحت تمثل خطرًا يهدد استقرار الدول، ويعوق خططها التنموية، ليعمل المجلس على تعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني، ورفع كفاءة التنسيق بين الدول العربية في هذا المجال؛ بما يحقق الوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق، يمكن الدول العربية وشعوبها من النمو والازدهار.
القمة العربية 33 بمملكة البحرين
ورحب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالخطوات التي تم اتخاذها في سبيل تفعيل أشغال مجلس وزراء الأمن السيبراني العربي، واعتماد مشروع نظامه الأساسي والبدء بانتظام اجتماعاته وفعالياته، ليضم في عضويته الوزراء العرب المعنيين بمجال الأمن السيبراني أو من في حكمهم من رؤساء الهيئات واللجان الوطنية بالدول العربية، على أن يكون مقره الأساسي في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد أكد -في تصريحات ساقة له- أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك في المجالات الأمنية، لاسيما في مجال الأمن السيبراني باعتبار أن هذا الحقل الأمني باتَ يُمثل ركنًا رئيسيًا في المنظومة الأمنية، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية اقتصادية ولا استقرار اجتماعي، دون توفر الأمن للمجتمع والمواطن.
فضاء عربي آمن وموثوق
ويهدف المجلس الوزاري العربي للأمن السيبراني للمساهمة في الوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق، يُمكن من تحقيق النمو والازدهار لجميع الدول الأعضاء، وتنمية وتوثيق التعاون وتنسيق الجهود بين الدول العربية في جميع الجوانب المتعلقة بموضوعات الأمن السيبراني، وتبادل المعرفة والخبرات والدراسات والتجارب ذات العلاقة بالأمن السيبراني.

وللمجلس أهمية كبرى من خلال العمل على حماية مصالح الدول الأعضاء بالجامعة العربية في المنظمات الدولية ذات الصلة بمجال الأمن السيبراني، من خلال التنسيق المشترك، وتوحيد الموقف العربي فيما يتعلق بالأمن السيبراني أمام المنظمات والكيانات الدولية.
اختصاصات المجلس الوزاري للأمن السيبراني
ووفقا للائحة النظام الأساسي فإنه يختص المجلس الوزاري العربي للأمن السيبراني بالعديد من الاختصاصات من بينها: رسم السياسات العامة ووضع الاستراتيجيات والأولويات التي من شأنها تطوير العمل العربي المشترك في الأمن السيبراني، وإقرار الخطط المشتركة للتنفيذ، وإقرار الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، ومتابعة تنفيذها، والنظر في جميع موضوعات ومستجدات الأمن السيبراني على المستويات الأمنية والاقتصادية والتنموية والتشريعية وتقديم مقترحات للسياسات والمعايير والضوابط والإرشادات السيبرانية وغيرها للدول الأعضاء؛ لتبنيها في أنظمتها المحلية، بما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني في الدول الأعضاء بالجامعة.
كما يختص المجلس بإقرار الخطط العربية المشتركة في مجال الأمن السيبراني؛ لتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المقرة في المجلس، وإبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العربية المتعلقة بالأمن السيبراني وما في حكمها، واعتماد الدراسات والأبحاث والمؤشرات والمعايير والسياسات العربية وغيرها ذات الصلة بالأمن السيبراني التي تساعد الدول الأعضاء على مواجهة التهديدات السيبرانية، وتفعيل جهودها في هذا المجال، والتنسيق والتباحث والتشاور بين الدول الأعضاء بالجامعة في مجالات الأمن السيبراني، إقرار الخطط والبرامج التنفيذية لتنمية قطاع الأمن السيبراني في الدول العربية، بما في ذلك الخطط والبرامج التنفيذية للإستراتيجية العربية للأمن السيبراني.