اعتبر النائب اللبناني الماروني بطرس حرب أن الذي شجع "التكفيريين" على دخول سوريا هو التخاذل الدولي في دعم الثورة السورية الذي حول الصراع من ثورة إلى اقتتال داخلي بين السنة والشيعة ، ومن قضية سياسية وطنية إلى صراع بين مذهبين ضد الشعب السوري. وقال حرب - في تعليقه على إمكانية توجيه ضربة أمريكية لسوريا - "إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتحل بالشجاعة وروح القيادة في هذه المرحلة" ، معتبرا أنه لا يمكن أن يتم تشيكل حكومة جديدة في لبنان بينما يوجد فريق رسمي يشارك في الأحداث السورية. وحذر بطرس حرب عضو تحالف قوى 14 آذار من أن بلاده ترزح تحت أزمة كبيرة ، خاصة وهي تتجه إلى استحقاق الانتخابات الرئاسية المهددة بالفراغ في ظل الظروف الراهنة. واعتبر حرب - في تصريحات له اليوم السبت - أن مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تحمل مضمونا سلبيا وآخر إيجابيا ، لافتا إلى أن الإيجابية تكمن بالإقرار بوجود مشكلة يجب معالجتها وهي موضوع تداخل الوضعين اللبناني والسوري ومحاولة إيجاد حل لهذا الأمر. وأشار إلى أن بري يطرح مبادرة وليس مشروعا متكاملا وهو يبحث عن كيفية الخروج من الأزمة في لبنان، معتبرا أن هذه المبادرة لم تتضمن إعلان بعبدا ؛ لأن حزب الله يعتبر "ميتا". وردا على سؤال حول البيان التوضيحي الذي صدر عن رئاسة الجمهورية حول إعلان (بعبدا) .. رأى أن صدقية الرئيس ميشال سليمان وضعت على المحك بعد كلام رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد الذي اعتبر فيه أن إعلان (بعبدا) ولد ميتا ؛ ما اضطر الرئيس سليمان لأن يوضح للرأي العام أن ما طرحه حقيقيا ويعبر عما جرى في إحدى جلسات الحوار الوطني. وذكر أن بيان الرئاسة يوضح الواقع ، ويشير إلى أنه لا يمكن اعتماد مبادرة بري كبديل عن صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة. وفي الملف الحكومي، لفت حرب إلى أن تشكيلة (8-8-8 ، أي ثمانية مقاعد لكل تيار) تخالف تطلعات قوى 14 آذار في الحكومة على الرغم من أنها أبدت انفتاحها على الموضوع،معتبرا أن موقف قوى 8 آذار الذي يقوده حزب الله هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة. ودعا حرب إلى عدم ربط ملف الحكومة بالضربة الأمريكية على سوريا خاصة وإنه لا مفر من تشكيلها ، لاسيما وأن الحكومة الحالية غير قادرة على الاستمرار، مؤكدا أن الحكومة ستشكل عاجلا أم آجلا ورئيس الجمهورية لن ينتظر قرب انتهاء ولايته لإعلان تشكيل حكومة جديدة وهو سيتحمل مسئولياته في هذا الأمر بالتوافق مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام.