يسيطر الخوف على سكان مدينة رفح، وهي مدينة في غزة تم تصنيفها ذات يوم كمنطقة آمنة، وذلك مع تزايد التكهنات حول هجوم إسرائيلي وشيك. وفي خضم التوترات المتصاعدة، تعاني العائلات من اليأس وعدم اليقين وهم يفكرون في العواقب المحتملة للعدوان العسكري الإسرائيلي الذي يحذر منه العالم أجمع. ووفقا لما نشرته سكاي نيوز البريطانية، حاولت مريم، وهي أم لثلاثة أطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 و7 و9 أعوام، العثور على ملجأ في رفح، ووسط القلق السائد الذي يتخلل الحياة اليومية. مع تردد صدى استفسارات أطفالها حول سلامتهم في ذهنها، تعترف مريم بالواقع المؤلم المتمثل في عدم قدرتها على تقديم إجابات وسط التهديد الذي يلوح في الأفق بالصراع. وقالت مريم: "لا أستطيع أن أصف ما نشعر به. هناك اضطراب في رأسي. أطفالي يسألونني باستمرار متى ستغزو إسرائيل رفح وأين سنذهب وإذا كنا سنموت، وليس لدي إجابات". لكن على الرغم من دعوات المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا ومصر ودول أخرى، ضاعف بنيامين نتنياهو خططه لشن هجوم علي رفح، حيث يحتمي 1.4 مليون شخص من الحرب. تعتبر رفح، التي تقع على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، بمثابة ملاذ محفوف بالمخاطر للعائلات النازحة مثل عائلة مريم. وبالنسبة لعائلة أبو مصطفى، التي تسكن في خيمة مجاورة للسياج الحدودي، فإن حياتها اليومية تتسم بعدم اليقين والمصاعب. ليلى أبو مصطفى، التي تواجه تحديات النزوح وترعى بناتها ذوات الإعاقة، تعبر عن الصعوبات العميقة التي تواجهها الفئات الضعيفة من السكان وسط الاضطرابات المستمرة. تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وجود خطط لإجلاء السكان المدنيين في رفح قبل الهجوم لا يقدم سوى القليل من العزاء وسط الشكوك اللوجستية. ويثير احتمال النقل إلى المناطق "التي تم تطهيرها بالفعل" من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية تساؤلات حول جدوى هذه المساعي وسلامتها، لا سيما في منطقة تعاني من القصف المتواصل. ومع تصاعد التوترات وشبح الصراع الذي يلوح في الأفق، فإن محنة سكان رفح تؤكد التكلفة البشرية للصراع الجيوسياسي، ما يترك الأسر تتصارع مع حالة من عدم اليقين العميق وحقائق النزوح القاسية.