عرض الأستاذ إبراهيم عيسي في برنامجه يوم الأحد الماضي ثلاثة فيديوهات أتمني لو تم تعميمها علي القنوات الأخري لتتسع مساحة مشاهديها لأنها بالفعل تستحق. شريط الفيديو الأول لمواطن مصري يسكن في الدور الأول بارتفاع مناسب عن الشارع, وما أن مرت عليه مظاهرة صغيرة من الإخوان "نحو عشرين شخصا" حتي راحوا وهم لا يعرفونه يقذفون بلكونته بالطوب والحجارة لا لشيء إلا لأنه كان يزين بلكونته بعلم مصر الذي يبدو أنهم أصبحوا لا يطيقون منظره, وقد خرج الرجل صاحب الشقة مذعورا ليجد منظر الاعتداء عليه لكنه لم يتراجع وراح يلوح لهم بعلم مصر في تحد! شريط الفيديو الثاني تم تصويره خلسة في أحد الشوارع التي تم بها إعداد تمثيلية متقنة يقوم فيها بعض المواطنين بتمثيل دخول معركة مع الشرطة تخلف عنها عدد من الجرحي والمصابين بالخرطوش والرصاص الحي الذي أطلقته عليهم قوات الأمن وهم في حالة يا عيني صعبة, وكما يحدث في بلاتوهات السينما راح المساعدون يتنقلون بين الجرحي الراقدين علي الأرض ليضعوا معهم اللمسات الأخيرة للتمثيلية التي تعلمهم كيف يتظاهرون بالموت لنقل ذلك عبر القنوات المعدة سلفا لتبدو علي الهواء من قلب المعركة! يعني الحكاية تمثيل في تمثيل ومستأجرة من أجل مشاهدي التليفزيون. ولهذا يأتي شريط الفيديو الثالث مثيرا للضحك وهو يعرض رسالة صوتية يبعث بها مراسل إحدي القنوات من قلب المعركة لكنه في الحقيقة يقف في بلكونة يتحدث منها بحماس شديد وهو يصف سقوط القتلي والجرحي من المتظاهرين السلميين الذين حاصرتهم قوات الشرطة, وفي أثناء الوصف المتدفق يشير له زميل يقف إلي جواره.. يشير له إلي رقبته بإشارة يفهمها فيقول المراسل: وكمان بيدبحوهم..!! ولهذا لم يكن غريبا أن أقرأ بعد ذلك خبرا يقول إن المذيع أحمد منصور عرض في برنامجه مشاهد لاحتراق شخص في أثناء مظاهرة في مصر, واتضح أن الواقعة حدثت في جنوب إفريقيا ووجدت من استطاع أن يستخرجها ويكشف بها نيات المذيع الطيبة(!) الذي لفق الحكاية ضد الشرطة المصرية. حقيقي ناس يعرفوا ربنا.. أقصد الذين كشفوا التلفيق!!. نقلا عن الاهرام