تعتبر اورنچ مصر من الشركات التى بذلت جهودا سباقة على مدار السنوات الطويلة الماضية في سبيل الوصول إلى هدفها الطموح بالحياد الكربوني أو "صفر انبعاثات من الكربون". الرحلة جاءت عندما وضعت اورنج العالمية مصر على راس اولويات تحقيق هذا الهدف باعتبارها السوق الاضخم بالمنطقة ثم دعمت ذلك بضخ قرابة نصف مليار جنية خلال اخر عامين وصولا لابتكارات صديقة للبيئة. تبع ذلك تقليل الانبعاثات الكربونية واطلاق العديد من المبادرات للحفاظ على البيئة وتنفيذ جميع معاير الحياد الكربونى الدولية. وبمناسبة انعقاد الدورة ال27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية حول تغير المناخ COP27 في شرم الشيخ، أزاحت اورنچ مصر الستار عن رحلة مثيرة بدأتها منذ عام 2015 لتحقيق "صفر الكربون"، وهو العام الذي اجتمعت فيه 193 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي في باريس ضمن مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي COP 21 وأبرمت اتفاقا للحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية لمواجهة التغير المناخي، وقد ساهمت "قمة باريس" بشكل بارز في بلورة شعار الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. آنذاك، كانت أكثر الدول تفاؤلا تطمح إلى الوصول إلى الحياد الكربوني أو "صفر الكربون" بحلول عام 2050، لكن مجموعة اورنچ العالمية حددت هدفا أكثر طموحا بأن تصل إلى هذا الهدف بحلول عام 2040، ومنذ تلك اللحظة بدأ العمل بشكل فوري على تقييم موقف المجموعة وكافة الشركات التابعة لها في الدول المختلفة، وكانت مصر بالطبع على رأس أولويات المجموعة العالمية كونها السوق الأضخم من ناحية عدد المشتركين.
تحقيق الهدف المناخى لم تدخر اورنچ مصر أي جهد للمضي قدما في تحقيق الهدف المناخي، فعملت سريعا على وضع خطط واستراتيجيات للوصول إلى صفر الكربون، وقد وضعت في اعتبارها تنفيذ كافة معايير الحياد الكربوني التي أقرها الاتحاد الدولي للاتصالات ITU لشركات الاتصالات ومورديها وشركائها، فضلا عن استباق السوق بالتعاون مع شركاء عالميين لتطوير ابتكارات وتقنيات خاصة تسهم في تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني. ومن أجل اقتناء هذه الابتكارات الصديقة للمناخ، ضخت اورنچ مصر استثمارات تصل إلى نصف مليار جنيه، وتحملت الزيادات المنطقية في تكاليف التشغيل طالما أن هذه الزيادة ستحول عملياتها إلى عمليات خضراء نظيفة وصديقة للبيئة وأقل تأثيرا على المناخ وأكثر كفاءة في استغلال الطاقة. استراتيجية اورنچ مصر للحياد الكربوني ركزت أيضا بشكل واضح على عدة محاور في سلاسل عملياتها أهمها الشبكات والمحطات الخارجية، والمقر الرئيسي والمباني الإدارية، وكذلك الفروع والمتاجر التابعة لها، وامتدت أيضا إلى المنتجات والإعلانات، وشملت كذلك المجتمع بأكمله عبر إطلاق مبادرات وحملات وندوات وفعاليات عديدة للتوعية بضرورة الحفاظ على البيئة ووقف الممارسات التي تضر بالمناخ. وكان طبيعيا أن تتم ترجمة كل هذا الشغف من اورنچ مصر بالمناخ، إلى أرقام مبهرة أبرزها أن الشركة تمكنت تقليل الانبعاثات الكربونية في بعض عملياتها الرئيسية بنسبة 50% خلال آخر عامين، ووفرت استهلاك الطاقة بنسبة تزيد على 40% في بعض المؤشرات على أن الشركة تسبق الجدول الزمني المحدد للوصول إلى"صفر كربون" بحلول 2040. شبكات صديقة للبيئة وبعد تقييم لسلسة عملياتها، قررت اورنچ مصر التركيز على ملف البيئة في واحدة من أصعب وأهم المجالات التي تواجه شركات الاتصالات عموما في جميع أنحاء العالم، وهي الأبراج والشبكات والمحطات. وقد تم تطوير بعض العناصر الخارجية المعتمدة على الوقود الأحفوري "الديزل" كونها في الغالب خارج نطاق تغطية الكهرباء الحكومية، وبالطبع فإن الديزل يمثل نقطة رئيسية للانبعاثات الضارة للبيئة. وكعادتها في ريادة السوق، أصبحت اورنچ مصر الشركة الأولى والوحيدة في مصر التي تحصل على شهادة أيزو عالمية تعترف بأنها تراعي الاستخدام الأكفأ للطاقة في أبراجها وشبكاتها ومحطاتها الخارجية والمباني الإدارية والفروع ومراكز نقل البيانات. وقد حصلت على تلك الشهادة عقب تنفيذ خطة جريئة لخفض الانبعاثات عبر تقنيات جديدة وذكية ودون التنازل عن أعلى المعايير في جودة العمليات وكفاءة الشبكات. ونجحت اورنچ مصر خلال آخر عامين في تشغيل عدد كبير من الأبراج والمحطات بالاعتماد على الطاقة الشمسية بنسبة 100%، كما حولت 250 موقعا آخر إلى العمل بطاقة هجينة عبر تركيب مولدات حديثة تقلل من استخدام الديزل وفي نفس الوقت تعمل على شحن بطاريات ليثيوم عالية الكفاء بالموقع بحيث تتولى تلك البطاريات تشغيل المحطات طوال فترة الليل، ما يعني أن عدد المولدات التقليدية قد تراجع بأكثر من 55%، كما أن مدة تشغيل المولد انخفضت بشكل حاد بحيث لا تتعدى 6 ساعات يوميا. وكان لهذه التقنيات أثرا واضحا في خفض استخدام الديزل بنسبة 50% أي الملايين من لترات الديزل التي تم الاستغناء عنها، بما يعنيه ذلك من أثر على البيئة والمناخ. وفي ذات الوقت، استحدثت اورنچ مصر تقنيات شديدة التطور لخفض استهلاك الطاقة على امتداد شبكاتها، بما مكنها من الاستغناء تماماً عن مكيفات الهواء في شبكاتها التي تضر بالبيئة واستبدالها بوسائل تبريد طبيعية صديقة للبيئة. وبناء عليه قررت الشركة التحول إلى نظام أعلى كفاءة وأكثر توفيرا للطاقة رغم كون معداته أغلى ثمنا، والتي نجحت في ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 40% في المحطة الواحدة. وقد أدت كل تلك التطورات إلى توفير استهلاك الكهرباء في الشبكة بنحو 21 ألف ميجاوات ساعة خلال آخر عامين رغم التوسع الكبير الذي تشهده الشبكة على مستوى مصر، كما قادت إلى تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المحطات بنحو 40 مليون كيلو طن تمهيدا للقضاء عليها تماما في المستقبل القريب والتحول إلى شبكة خضراء بالكامل. مقر اورنچ في القرية الذكية.. مصدر رائع للأوكسجين في القرية الذكية شرق العاصمة المصرية القاهرة يقع المقر الرئيسي لشركة اورنچ مصر، وهو مبنى زودته الشركة بكل ما يلزم حتى يصبح أكثر ذكاء واخضرارا وترشيدا للطاقة وصداقة للبيئة.. وهو أيضا مصدرا للأوكسجين! قبل دخول المبنى، سيكون ملفتا للغاية حجم المساحة الخضراء حوله والطريقة التي تمت من خلالها زراعة تلك المساحة، وبالأرقام فإن 6000 متر مربع من المساحات الخضراء حول المبنى تم تزويدها بنباتات من أنواع مخصوصة بحيث تمد الموقع بأوكسجين يكفي لمعيشة أكثر من 5000 شخص سنويا. كذلك، فإن الأشجار العالية والنخيل حول المبنى تشكل درعا طبيعيا ضد الضوضاء وفلترا أخضر ينقي الهواء المحيط ومن الشوائب ويمنع الضوضاء بشكل يتيح للموظفين المزيد من الهواء النقي وشعور جيد بتقليل التوتر والإجهاد والقدرة على التركيز وزيادة الإنتاجية. أما المبنى من الداخل فهو مجهز ومزود بمجموعة من التقنيات الصديقة للبيئة التي تميزه بشكل خاص عن جيرانه من المباني الأخرى في القرية الذكية، سواء من حيث أنظمة التبريد والتدفئة أو استهلاك الطاقة والمياه. يتميز مبنى اورنچ بنظام للتبريد عن طريق الأنابيب التي تعتمد على دورة المياه المثلجة بداخلها، وعلى عكس مباني محيطة أخرى، فقد طورت اورنچ هذا النظام بحيث يتم تكرار دورات المياه عدة مرات بحيث تستغل برودتها بأقصى حد، وهو أما أدى في نهاية المطاف إلى تقليل استخدام المياه بنسبة 48% في 2021 مقارنة بالعام 2019. وبالإضافة إلى ذلك، اعتمدت اورنچ في مقرها الرئيسي العديد من تطبيقات الترشيد وتقليل الانبعاثات الكربونية، مثل نظام (BMS Systems) الآلي لضمان توفير استهلاك الطاقة، حيث يقوم النظام بتشغيل المباني من الساعة 8:00 صباحًا حتى 7:00 مساءً، متحكماً في الاستهلاك الكهربائي وفي أنظمة تشغيل وإيقاف المبني، وإيقاف التكييفات من الساعة 4:30 مساء والاضاءة بنسبة 50% بجانب استخدام تقنية ال LED في الإنارة، الأمر الذي مكن الشركة من خفض استهلاك الطاقة داخل المبنى بنسبة 48% في 2022 مقارنة ب 2019.