أتمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، زيارتها لتايوان متحدية تهديدات الصين ومتخطية توصيات من الجيش الأمريكي وإدارة الرئيس جو بايدن بعدم القيام بهذه الرحلة. ربما لم تكن الزيارة المثيرة للجدل قد أشعلت الحرب العالمية الثالثة - كما يخشى الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي - لكنها أظهرت بالتأكيد البلدان التي يمكن لبكين الاعتماد عليها للحصول على الدعم في الأمور التي تتحدى سيادتها المعلنة والنقاط التي تتعارض فيها بلادها مع الغرب. في أعقاب رحلة بيلوسي إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تقول بكين أنها جزء من أراضيها، أكدت كل من إيرانوسورياوروسيا والسلطة الفلسطينية جميعًا تنديدها بزيارة رئيس مجلس النواب، ملوحين بغضب الصين ضد الولاياتالمتحدة. بيلوسي خلال زيارتها لتايوان سوريا وفلسطين على خط الأزمة ووصفت وزارة الخارجية السورية زيارة بيلوسي بأنها "عمل عدائي لا يتماشى مع القانون الدولي ولا يحترم سيادة جمهورية الصين الشعبية واستقلالها وسلامة أراضيها". كما أعربت السلطة الفلسطينية عن دعمها للصين في هذا الإطار، حيث دعت الرئاسة الفلسطينية إلى وقف أي أعمال تهدد السيادة المعلنة للصين وسياسة صين واحدة، وفقًا لما ذكرته وكالة وفا الإخبارية التابعة للسلطة الفلسطينية. إيران تجدد دعمها ل «صين واحدة» وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا) نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بأنه انتقد زيارة بيلوسي باعتبارها مثالاً آخر على فشل الولاياتالمتحدة في احترام التزامات سياستها الخارجية والتدخل في شئون الغير فقط لإحداث حالة من عدم الاستقرار وإذكاء الخلافات القائمة في تلك المناطق. وجدد دعم إيران لسياسة صين واحدة التي تنتهجها بكين. وتأتي التصريحات بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي ، وفقًا لوكالة إرنا، حيث ناقش الزعيمان تحسين العلاقات الثنائية. بوتين وشي جين بينغ موسكو: زيارة بيلوسي لتايوان «استفزاز» الأهم من ذلك، أعربت موسكو أيضًا عن دعمها لبكين. وقبل تأكيد زيارة بيلوسي، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن زيارتها المحتملة إلى تايوان "استفزازية بحتة". ورددت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، كلمات بيسكوف، ووصفت الولاياتالمتحدة بأنها "مستفزة". وقالت إن "روسيا تؤكد مبدأ" صين واحدة "وتعارض استقلال الجزيرة بأي شكل من الأشكال". وتحدث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بكلمات أشد قسوة اليوم الأربعاء، متهماً الولاياتالمتحدة بمحاولة إثارة غضب الصين بزيارة بيلوسي. وقال لافروف خلال زيارة لميانمار، وفق ما أوردته رويترز: "لا أرى أي سبب آخر لإثارة مثل هذا الانزعاج بشكل مفاجئ ، وأنا أعلم جيدًا ما يعنيه ذلك لجمهورية الصين الشعبية". وكانت بكين حذرت واشنطن أن مثل هذه الرحلة ستكون لها عواقب. الصين، التي تشدد علي أن جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي كجزء من أراضيها، اتهمت الولاياتالمتحدة ب "الاستفزاز" وتقويض سياسة الصين الواحدة لبكين، على الرغم من طمأنة واشنطنلبكين بأن زيارة بيلوسي لا تغير الوضع الراهن للجزيرة. ولا يزال رد فعل الصين على ما تعتبره استفزازًا غير واضح، حيث ذكرت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الأربعاء أن بكين بدأت مناورات عسكرية تجاوزت أراضي الجزيرة.
