تجربتهم قصيرة العمر فى مصر اطاحت بكل المراهنات على جماعة الاخوان المسلمين ، فقد اثبتوا انهم مازالوا غير مؤهلين للحكم ، واثبتوا أيضا انه قد تكون لديهم برامج للهدم ، لكن ليست لديهم أى برامج للبناء ! وبالتالى ، فانهم حتى وان اغتنموا فرصة سانحة فى لحظة اختلاط الاوراق ورمادية كل الالوان وتداخلها فسيفشلون ايضا. فالشعب المصري بعد كل هذه المعاناة الطويلة وبعد كل هذه التضحيات لا يمكنه استبدال نظام شمولى باسم الحزب الوطنى بنظام شمولى آخر يستخدم الشعارات الدينية. اذا لم تنتبه الحكومة والجماعة الى ان الاوضاع الاقتصادىة تنذر بكوارث، وان السياسات المتخذة للتعاطى معها قاصرة وعاجزة ، وان هناك ضرورة لبناء توافق وطنى عبر تقديم تنازلات سياسية ملموسة من المؤسسة الحاكمة والاستعانة بخبراء اقتصاديين قادرين على ادارة الازمة الراهنة،فأن الخطر القادم سيكون عارما ومخيفا. ولو كان لدى الجماعة جهاز لقياس الرأى العام وتم تكليفه بالقيام بعملية قياس لشعبية الاخوان فى مصر حاليا وقام بها على وجه صادق وصحيح لتبينت الجماعة مدى التدهور الذى اصابها على كل المستويات فى مصر. فهل تفطن الجماعة لهذه الحقيقة وهل يمكن لها ان تترك الرئيس يتصرف بما يمليه ضميره لصالح هذا الوطن الذى اوشكعلى الانهيار لو ظل الحال على ما هو عليه؟. الدكتور مرسي يتحمل الآن مسئولية تثقل كاهل أقوى الرجال وأكثرهم حنكة وحكمة. واذا لم يتعامل الرئيس مع الاحداث الجارية بمقتضي الصالح العام لا بمقتضي مصلحة الجماعة فأن الزمام قد يفلت وتسوء العاقبة. إن محاربة حركة. "تمرد" التى ستنطلق يوم الاحد المقبل والاعتداء على قادتها ،وعناصرها،وحرق بعض مقارها يدل على أن النظام بدأ يترنح وبقوة. وهذا الاعتداء سيزيد من التعاطف معها ليس فقط فى مصر وانما دوليا خاصة ان كل الصحف العالمية تهتم الان بحركة تمرد وبنشاطها وتلقى قبولا واسعا فى العالم كله . لقد ظهرت امام الجميع مذبذبة ،ومترنحة ومرتبكة وتحاول جاهدة بكل الطرق أن تحبط محاولات هذا اليوم ،فقد ادركت الخطر الحقيقى مع الاقبال المخيف على التوقيع فى حملة سحب الثقة من الرئيس مرسي "تمرد" فقررت الجماعة مواجهة تمرد وبث روح الخوف فى نفوس المواطنين "تجرد" التى لم تلق أى صدى لها فى الشارع المصري. ولم تجد امامها حلا آخر سوى إلهاء المصريين وحرق المعارضة وبث الرعب والخوف بداخلهم حتى تمنعهم من النزول فى 30 يونيو الذى قد يطيح بمرسي ويقضي على آمال الجماعة التى لم تملك غيرها الآن وهى الرئاسة فقد فقدت مجالسها شعب وشوري ولم يتبق لها غير مرسي ولجأت آخيراالى حرق مقر حركة تمرد حسب اتهامات الحركة لها فهى تحافظ على الامل الاخير وتعطى قبلات الحياة لوضع الاخوان المتردى فكانت حملة الاعتقالات على الثوار وتقديم بلاغات ضد كل من يعارض الئيس حتى يعتبر الباقون ويفروا بعيدا عن حملات اعتقال معارضي مرسي التى ضربت الشارع بقوة فى الفترة الاخيرة. المزيد من أعمدة عبدالمعطى أحمد