سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تحتفل ب ليلة القدر.. الرئيس السيسي: الله أرادنا أمة القيم ومكارم الأخلاق.. شيخ الأزهر: القرآن كان الباعث الأوحد لحضارة المسلمين.. ووزير الأوقاف: الاحتفاء بالحفظة شكر لله على نعمه
مصر تحتفل ب ليلة القدر الرئيس السيسي: الخطاب الديني الواعي المستنير أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف شيخ الأزهر: علماء الغرب أكدوا أن القرآن كان الباعث الأوحد لحضارة المسلمين الهجوم على السنة النبوية تمهيد للتهوين من شأن القرآن الكريم حملات الهجوم على السنة فتنة حذرنا النبي من ضلالها وضلال متعهديها وزير الأوقاف: عنايتنا بسنة نبينا تأتي من منطلق إيماننا بكتاب الله
نظمت وزارة الأوقاف المصرية احتفالا ب ليلة القدر المباركة لعام 1443ه -2022م، صباح اليوم الأربعاء، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة. الرئيس السيسي الخطاب الديني المستنير وفي بداية كلمته وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، التهنئة إلى الأمة العربية والإسلامية بمناسبة ليلة القدر، داعيا لاستلهام روح هذا الشهر الكريم كما أرادنا الله- تبارك وتعالى- أمة القيم ومكارم الأخلاق. ولفت الرئيس خلال كلمته باحتفالية ليلة القدر إلى أهمية الحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف، داعيا إلى مواصلة الجهود الجادة لنشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإعمال العقل في فهم النص بما يسهم في عمارة هذا الكون. وشدد على أن الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف، وعلينا مواصلة الجهد لنشر صحيح الفكر والحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب. شيخ الأزهر القرآن الكريم هو الباعث الأوحد لحضارة الإسلام فيما أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن كثيرا من علماء الغرب المعاصرين قالوا إن «القرآن الكريم» كان الباعث الأوحد لحضارة الإسلام في القرون الوسطى، مؤكدين أنه لا مفر للمسلمين اليوم -إذا ما أرادوا صنع حضارة إسلامية جديدة تشبه في روعتها حضارتهم السابقة-من أن يستلهموا هذا القرآن، وأن السنة النبوية ضرورة لفهم هذا القرآن فهما كاملا وصحيحا.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته اليوم باحتفالية ليلة القدر بمركز المنارة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن حملات الهجوم على السنة النبوية، ومحاولات التهوين من شأنها في نفوس المسلمين؛ ليسهل -بعد ذلك- التهوين من شأن «القرآن نفسه»، والعبث بتشريعاته وأحكامه، هي الفتنة التي تطل برأسها اليوم، موضحا أنها ليست جديدة، ولا بنت هذا العصر، وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه من أخبارها، وحذرنا من ضلالها وضلال متعهديها منذ خمسة عشر قرنا من الزمان، في أحاديث كثيرة عُدَّت من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- وإخباره عن غيوب لم تكن على عهده -صلى الله عليه وسلم-.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت له معجزات ودلائل حسية عديدة على صدق نبوته، إلا أن «القرآن الكريم» يمثل من بينها المعجزة الكبرى، حيث كان معجزة في حياته صلى الله عليه وسلم كما كان معجزة من بعده، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فكان معجزة في حياته صلى الله عليه وسلم حين فاجأ فرسان الكلمة من شعر ونثر بكتاب يعلو في كلماته ونظم آياته على كل إمكاناتهم وقدراتهم العلمية والأدبية، كتاب ذي أسلوب عجيب تحداهم به، وطلب إليهم أن يأتوا بمثله، أو بما يقرب منه، ولما عجزوا تحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله، ولما عجزوا تحداهم بأن يأتوا بثلاث سور، فعجزوا، وأخيرا تحداهم بأن يأتوا بمثل سورة واحدة منه فعجزوا، ثم أغلق عليهم هذا الباب، وقال لهم: إن ربي يأمرني أن أبلغكم بأنكم لم ولن تستطيعوا ذلك حتى لو استعنتم بالإنس والجن متعاونين متضامنين يظاهر بعضكم بعضا. وزير الأوقاف مصر دولة التلاوة وفي كلمته قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الله قد أنزل كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، على خير خلقه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، في ليلة وصفها سبحانه وتعالى بأنها ليلةٌ مباركة إكرامًا لنزول القرآن الكريم بها، وجعلها سبحانه خيرًا من ألف شهر، وكأنه سبحانه وتعالى يلفت نظرنا إلى اختصاصنا بهذا الكتاب وتلك الليلة، مما يستوجب منا شكر هاتين النعمتين، وما اجتماعنا هذا احتفاءً بليلة القدر وتكريمًا لأهل القرآن إلا مظهر من مظاهر هذا الشكر، في دولة خدمت القرآن الكريم وتربعت على عرش تلاوته جيلا إثر جيل، وجعلت من تكريم حفظته وإكرامهم خطًّا ثابتًا لا تحيد عنه، من جيل العمالقة الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ مصطفى إسماعيل، وغيرهم من عشرات القراء الذين بلغت أصواتهم عنان السماء ، إلى جيل معاصر لا يقل شأنًا ولا درجة عن هؤلاء العمالقة . وتابع: إني لأؤكد للرئيسِ أننا نقدم بين يدي سيادتكم اليوم نماذج مشرفة من بين عشرات بل مئات الأئمة وغيرهم الذين وصلوا في درجة الحفظ والإتقان إلى مستوى لا يُنافَسون فيه ، من واقع امتحانات واختبارات متراكمة ومتعددة أهّلتهم لتلك الدرجة من الإتقان ، فضلا عما منَّ الله (عز وجل) به على بعضهم من صوت ملائكي عذب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وقال: "كما يشرف اليوم بتكريمكم ثلاثة من أسرة واحدة هم جميعًا من كبار الحفظة، وهي أسرة من بين 7 أسر فازت في مسابقة الأسرة القرآنية لهذا العام، ولم يقف بنا الأمر عند حدود الحفظ فحسب ، فقد ضمنَّا مسابقاتنا القرآنية جانبًا من تفسير القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده العامة ، وأقمنا لذلك مسابقات خاصة ، وعنينا بترجمة معاني القرآن الكريم فتمت ترجمته هذا العام إلى 3 لغات جديدة ، هي الأرديةُ واليونانيةُ وقد تمت طباعتهما ولغةُ الهوسا وهي قيد الطبع ، وستصدر خلال أيام بإذن الله تعالى . وأضاف: "راعينا في هذه الترجمات ما وجهتنا به من الإشارة في مقدمة هذه الترجمات إلى أننا اجتهدنا أقصى طاقتنا في تقريب المعنى، مؤكدين أن هذه الترجمة تأتي في حدود فهمنا للنص القرآني وقدرتنا على ترجمته ، ويبقى للنص عبقه وأصالته وعطاؤه الذي لا ينفد ، والذي لا يحيط به بشر، فالقرآن الكريم معطاء إلى يوم القيامة يعطي كل جيل من الفيض مقدار عطائهم له وعنايتهم به وخدمتهم إياه ، فهو الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا يحيط به عالم مهما كان شأنه ، وهذا من عظيم إعجازه ووجوه صلاحيته لكل زمان ومكان إلى يوم الدين ، وواجبنا إنما هو إعمال العقل في فهم النص في ضوء فقه الواقع ومعطياته ومستجداته في كل ما هو محل للاجتهاد من أهل الاجتهاد والنظر والفهم الصحيح المعتبر.
وشدد على أننا لم نحتف بالقرآن حق الاحتفاء إذا لم نتخلق بأخلاقه ونتأدب بآدابه، وأن عنايتنا بسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) تأتي من منطلق إيماننا بكتاب ربنا (عز وجل)، فهي المصدر الثاني للتشريع ، ولا غنى عن الرجوع إليها في فهم ديننا وتطبيقه ، وإلا فمن الذي علمنا وبين لنا أن صلاة الصبح ركعتان وصلاة المغرب ثلاث ركعات ، وبين لنا أنصبة الزكاة، وعدد أشواط الطواف والسعي ، وعدد رمي الجمرات وتوقيتها ، إنها سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم). ولفت إلى عناية الدولة بإعداد جيل من الأئمة المفكرين القادرين على قيادة الرأي الديني العام المستنير المنضبط بلا إفراط أو تفريط ، متسلحين بأعلى الدرجات العلمية والتأهيل العلمي والفكري والثقافي الذي يجعل منهم بحق حملة مشاعل الفكر المستنير وبناة الوعي الرشيد الذي يسهم في تقدم الأمم ورقيها ويحقق لأبنائها سعادة الدارين.