عقدت اليوم جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية لبحث أخر التطورات والوقوف على مستجدات الوضع الراهب في شرق أوروبا خاصة بعد اعتراف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستقلال جمهورتي دونيستك ولوجانسيك. ومنذ إعلان بوتين قراره التاريخي بانفصال الجمهوريتين لم تهدأ الأوضاع في أوروبا وأعلنت الكثير من دول الاتحاد الأوروبي رفضها القاطع لقرار الاعتراف بالجمهوريتين ووصفوه بأنه انتهاك واضح لاستقلال أوكرانيا واتفاقية مينسيك. ومع تصاعد الأحداث أصبح الحديث عن إمكانية نشوب حرب كبرى بين الجارتين روسياوأوكرانيا، في ظل تصاعد حدة التصريحات والصراعات المسلحة الأخيرة التي يقوم بها الجيش الأوكراني في مواجهة الانفصاليين في جمهوريتي دونيستك ولوجانسيك، وفي ظل دخول القوات الروسية بأمر بوتين إلى الجمهوريتين لضمان أمنهما وسلامتهما. أمين عام الأممالمتحدة يدعو إلى التسوية السلمية للنزاع في شرق أوكرانيا الأممالمتحدة: نرفض أي قرار أحادي يقوض سلامة أراضي أوكرانيا الأمين العام للأمم المتحدة ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال الجلسة، إن التطورات الأخيرة بشأن أوكرانيا مصدر قلق، معبرا عن رفضه ما يخالف احترام سيادة أوكرانيا. وتابع: "حان وقت نزع فتيل التوتر وضبط النفس ولا داعي للبيانات التي تدفع بالوضع الخطر إلى الهاوية"، مؤكدا أن الأممالمتحدة تدعم وحدة أراضي أوكرانيا. ودعا كافة الأطراف إلى العودة إلي الحوار وتجنب وقوع الحرب وضبط النفس. كما قال جوتيرش، إن المنظمة تدعم وحدة أراضي أوكرانيا، موضحا أنه يجب ضمان سلامة أراضي أوكرانيا في حدودها المعترف بها دوليا. وأضاف الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، أن مليوني شخص في أوكرانيا بحاجة لمساعدات، لافتا إلى أنه يجب وقف إطلاق النار في أوكرانيا والعودة للمفاوضات. وتابع: "ندعم كل الجهود لمنع إراقة الدماء في أوكرانيا"، مشيرا إلى أنه حان وقت نزع فتيل التوتر وضبط النفس في أوكرانيا. ولفت إلى أن قرار روسيا بالاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك ينتهك مبادئ الأممالمتحدة، موضحا أنه يوجد خطر حقيقي من تصعيد أكبر في أوكرانيا. المندوب البريطاني كما قال مندوب بريطانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه على روسيا احترام مبادئ الأممالمتحدة، موضحا أنه يجب مواجهة عدوانية روسيا بحسم. وأضاف مندوب بريطانيا في الأممالمتحدة، خلال جلسة له باجتماع الجمعية العامة، أن حزمة جديدة من العقوبات جاهزة ضد روسيا، لافتا إلى أن يجب التصدي لطموحات بوتين التوسعية. ممثل الاتحاد الأوروبي بدوره طالب ممثل الاتحاد الأوروبي في الأممالمتحدة، خلال الاجتماع روسيا بعدم نشر قواتها شرقي أوكرانيا، متابعا: نطالب روسيا بتطبيق اتفاق مينسك. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي، إن التعبئة الروسية في مواقع انفصالية غير مقبول، مطالبا بإدانة دولية للاعتراف الروسي بأراض انفصالية في أوكرانيا. وتابع: "الاتحاد يدعم بشكل غير مشروط وحدة أوكرانيا، ونطالب روسيا بخفض التصعيد والانخراط في المسار الدبلوماسي، لافتا إلى أن ما تفعله روسيا يهدد الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم". وأضاف أن انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا يقوض أمن أوكرانيا والعالم، متابعا: ندين القرار الروسي بإرسال قوات إلى شرقي أوكرانيا. المندوبة الأمريكية وقالت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، إن القوات الروسية انتشرت في أوكرانيا بحجة حفظ السلام ، مؤكدة أن هذا يعتبر انتهاك لسلامة أراضي وسلامة أوكرانيا وهذا يتنافى مع ميثاق الأممالمتحدة . وأضافت خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول تطورات الأزمة الأوكرانية، أن جميع أعضاء مجلس الأمن اكدوا يوم الاثنين الماضي علي حل الأزمة الأوكرانية بالنقاش ويجب أن تتخلي روسيا عن اعتدائها عن أوكرانيا . وأوضحت أن روسيا قامت بأعمال تهدد سيادة أوكرانيا بما في ذألك نشر الأخبار الخاطئة والهجمات السيبرانية . المندوب الروسي بالأممالمتحدة وفي المقابل قال مندوب روسيا في الأممالمتحدة، إن أوكرانيا قصفت مواطنيها ورفضت الحوار مع قيادة دونباس، مؤكدا أن الناطقين باللغة الروسية تعرضوا للقمع في أوكرانيا. وأضاف مندوب روسيا في كلمة له في جلسة للجمعية العامة للأم المتحدة بشأن تطورات الأزمة الأوكرانية، أن شبة جزيرة القرم طلبت الانضمام للاتحاد الروسي، لافتا إلى أن كييف تشن حربا ضد مواطنيها شرقي أوكرانيا منذ عام 2014. وأوضح أن الغرب يتعامل بازدواجية معايير بقضية أوكرانيا، مستدركا أن أوكرانيا قوضت جهود السلام خلال السنوات الماضية. وأشار المندوب الروسي إلى أن اعتراف روسيا بمنطقتي دونيتسك و دوبناس كان نتيجة لانتهاكات كييف هناك، مؤكدا أن موسكو لم تنتهك اتفاق مينسك. كما أضاف المندوب الروسي، أن أوكرانيا قوضت الحوار على مدار الفترة الماضية، وأن شعب دونيتسك ولوجانسك كانوا ينتظرون تسوية عادلة في اوكرانيا لكنهم انتظروا طويلا ولم تحدث تسوية. وتابع: "على مدار الفترة الماضية دخلت أوكرانيا في مغامرات عسكرية دموية بما أدى إلى تقويض اتفاق مينسك". ولفت إلى أنه منذ البداية أوكرانيا كان لديها مخططات انتقام، وعلى مدار سنوات أصبحت أوكرانيا معادية لروسيا وشنت حربا على كل شيء روسي كجزء من سياستها. وأكمل: "أوكرانيا قامت ب مداهمات لكل المناطق التي تستخدم فيها اللغة الروسية وخضع الناطقون باللغة الروسية للقمع في أوكرانيا وهذا الأمر يقوض مصلحة كل الأوكرانيين وتم حجب 6 قنوات تليفزيونية". الأممالمتحدة: لن نقبل بصراع مدمر في أوكرانيا ولا بديل عن الدبلوماسية لندن: الجيش البريطاني قادر على توجيه ضربة قوية ل روسيا وزير الخارجية الأوكراني ومن جانبه، شدد وزير خارجية أوكرانيا، ديمتري كوليب، على أن بلاده تحتاج تدابير فورية ومتناسبة مع التهديد الروسي، داعيا المجتمع الدولي لتقديم دعم واسع، مطالبا الدول بعدم الاعتراف بأي أماكن انفصالية في أوكرانيا. وتابع: "نحن في خضم أزمة هي الأعمق في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، منوها في الوقت نفسه إلى أنه "يمكن تفادي الحرب والتصعيد". وفيما يتعلق باتهامات الجانب الروسي لأوكرانيا، بشن هجمات في دونباس، قال كوليب إن بلادنا لم ولن تخطط لأي هجمات عسكرية في دونباس، ومن السخيف اتهام بلادنا بذلك. وأكمل :"السبب الوحيد لأوكرانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية هو تصرفات روسيا"، معتبرا أن بوتن "ينكر حق أوكرانيا في الوجود". ووجه كوليب اتهاما مباشرا لروسيا، إنها متورطة في النزاع المسلح في دونباس، مؤكدا بالوقت نفسه على أن أوكرانيا ملتزمة بتسوية سلمية بشأن دونباس. وأكد وزير خارجية أوكرانيا على أن روسيا تريد عرقلة النفاد للموانئ الأوكرانية، من خلال أساطيلها البحرية. وتابع: "القوات المدعومة من روسيا زادت هجماتها على البنى التحتية شرقي أوكرانيا"، منوها في الوقت نفسه إلى أنه "لا تزال هناك فرصة للدبلوماسية". كما حذر وزير خارجية أوكرانيا من أن تصرفات روسيا تعد هجوما على الأممالمتحدة". وأضاف أن اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في أوكرانيا يخالف مبادئ الأممالمتحدة، تصرفاتها تعتبر هجوم على الأممالمتحدة ونقض لاتفاق مينسك. واستطرد: "روسيا لن تتوقف عند أوكرانيا، لأنها تحاول إثبات ضعف الأممالمتحدة". كما بتحذير كوليب المجتمع الدولي من العواقب التي ستطاله إثر الخطوات الروسية، قائلا إن نشر روسيا لقوات على حدودنا يجب أن يقلق الجميع، وإذا قرر بوتن اجتياح أوكرانيا فسيكون لذلك عواقب مؤلمة على الجميع، وليس على أوكرانيا وحدها. كما شدد على أن نظام الأمن العالمي مهدد بسبب روسيا، داعيا إلى التحرك لوقف العدوان الروسي.