افتتحت الطريقة الرفاعية، ظهر اليوم الجمعة، أسبوع احتفالاتها بمولد مؤسسها الإمام العارف أحمد الرفاعي رضي الله عنه، بمسجده الكائن بحي الخليفة. وبدأ توافد عقب أداء صلاة الجمعة، على المسجد للمشاركة في الاحتفالات التي يتقدم شيخ الطريقة الحالي الشيخ طارق يس الرفاعي ونائبه محمود طارق، وعدد من أبناء الطريقة بمختلف أنحاء الجمهورية.
الرفاعية يبدأون أسبوع الاحتفالات أبو العلمين يعد الشيخ أحمد بن علي الحسينى الرفاعي، المولود في قرية حسن من أعمال واسط بالعراق خلال القرن الخامس الهجري، أحد الفقهاء الشافعية الأشعرية والصوفية في القرن السادس الهجري والثاني عشر الميلادي، حيث ينتمي إلى قبيلة الرفاعي القرشية الهاشمية. ونشأ الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية، فقد درس القرآن وترتيله على الشيخ عبد السميع الحربونى في قريته وله من العمر سبع سنين، وانتقل مع خاله ووالدته وأخوته إلى بلدة «نهر دفلى» من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبي الفضل على الواسطى وكان مقرئاً ومحدثاً وواعظاً عالي الشأن. فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فجدَّ «الرفاعى» في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية، وأحرز قصب السبق على أقرانه. وكان يلازم دروس العلم ومجالس العلماء، فقد كان يلازم درس خاله الشيخ أبى بكر سلطان علماء زمانه كما كان يتردد على حلقة خاله منصور البطائحى، وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد الملك الحربونى وحفظ عنه كتاب «التنبيه» في الفقه الشافعى للإمام أبي إسحق الشيرازى وقام بشرحه شرحاً عظيماً، وأمضى أوقاته في تحصيل العلوم الشرعية على أنواعها، وشمَّر للطاعة وجَدَّ في العبادة حتى صار عالما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه. وأجازه الشيخ أبوالفضل على محدث واسط في العشرين من عمره إجازة عامة بكل علوم الشريعة والطريقة وأعظم شأنه ولقبه ب«أبي العلمين». وفى الثامن والعشرين من عمر الإمام أحمد الرفاعى الكبير عهد إليه خاله منصور بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده لأمه الشيخ يحيى النجارى والد الشيخ منصور الذى تولى كفالته العلمية وتعليمه منذ طفولته، وهناك دراسات أكاديمية تؤكد أنه التقى بعبد القادر الجيلانى وأخذ عنه وكانا على اتصال وتنسيق عال. يعتبر الرفاعى من أقطاب الصوفية وإليه تنتسب الطريقة الأكبر من حيث الانتشار والمريدين، ويلقب ب"أبو العلمين، شيخ الطرائق، الشيخ الكبير، وأستاذ الجماعة". وكان "الرفاعى" يأمر في مجلس وعظه بالتزام حدود الشرع، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: "هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم» وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله يحل بالعالم، ويقول: «هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم". كما كان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: «اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت». كثُر تلاميذ "الرفاعى" في حياته وبعد مماته حتى قال ابن المهذب في كتابه «عجائب واسط»: بلغ عدد خلفاء أحمد الرفاعى وخلفائهم مائة وثمانين ألفا حال حياته»، ومن أشهرهم الشيخ الحافظ عز الدين الفاروقى، الشيخ أحمد البدوى، أبوالحسن الشاذلى، الشيخ نجم الدين الأصفهانى شيخ الإمام إبراهيم الدسوقى، والحافظ جلال الدين السيوطى. وقال عنه المؤرخ ابن الأثير الجزرى: "وكان صالحًا ذا قبول عظيم عند الناس، وعنده من التلامذة ما لا يحصى". توفى "الرفاعي" عن عمر ناهز 66 عامًا إثر مرضه بداء البطن (الإسهال الشديد) وبقى مريضًا أكثر من شهر، حتى رحل يوم الخميس 12 جمادى الأولى عام 578 ه، ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى البخارى في بلدته أم عبيدة. تأكيد على رسالة التصوف كان الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، قد صرح ل صدى البلد، بأن جولته إلى صعيد مصر نوفمبر الماضي وبالتحديد في مدينتي الأقصروأسوان رفقة شيخ الطريقة الضيفية الخلوتية الدكتور محمود أبو على ونائبه عن الطريقة الرفاعية محمود طارق يس، أتت للتأكيد على رسالة التصوف الذي يمثل سماحة الإسلام ووسطيته والصفاء والنقاء، والعمل على لم الشمل فالكل واحد لا فرق بين أبيض وأسود أو بين غني وفقير. وقال الرفاعي في تصريح خاص ل صدى البلد، إن الزيارة كانت مبادرة من الطريقتين الرفاعية والضيفية لزيارة الساحات المنتشرة في الأقصروأسوان، ومنها ساحة ومقام أكبر معمري الطريقة الرفاعية في أسوان الشيخ محمد فرج العياط، وإقامة مولدي الخلوي والرفاعي، والتشديد على أن ساحات التصوف هي ساحات للخير والحب ولا يجتمع فيها البغض والكراهية، فنحن عمود الرسالة الوسطية نجتمع على محبة الله ورسوله ونسير على هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ونتشرب محبته في أرواحنا وقلوبنا ودمائنا حتى لو قطعت أيدينا لسال منها الدم محملاً بحب النبي وآل بيته. وشدد الرفاعي على أن الصوفي الحق قادر على جمع الأحباب ولا يختلف مع أحد ومنهجه أننا واحد في سبيل الله تبارك وتعالى، ولا يقبل أن يكون أداة للفتنة.