تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية "كان 2021"، يوم 9 يناير المقبل في الكاميرون.. نسخة تحدث الجميع عنها كثيرًا وسط شكوك حول إقامتها، لكن ها نحن الآن على أعتاب انطلاق البطولة الأقوى في أفريقيا. البطولة سيشارك بها 24 منتخبًا كما النسخة السابقة، وتم تأجيلها لمدة عام، فكان مقررًا لها أن تُقام العام الماضي، لكن فيروس كورونا أدى لإقامتها في 2022. بطولة تُعد من ضمن الأقوى على صعيد المنتخبات، ففيها سنشهد مشاركة محمد صلاح وساديو ماني ورياض محرز وخلافهم من النجوم الأفارقة الأقوياء. نهائيات الكان، هي سلسلة نسرد فيها تفاصيل أبرز المباريات النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية، قبل انطلاق النسخة الجديدة، وفي هذا التقرير، نستعرض قصة نهائي كان 2008، وهو واحد من أقوى النهائيات، والتي منحت مصر لقبها السادس. نهائي كان 2015 أُقيمت بطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 بغينيا الإستوائية.. بطولة شهدت غياب منتخب مصر للمرة الثالثة تواليًا، لكنها كانت شاهدة على إثارة كبيرة، خاصة في المباراة النهائية التي نسرد قصتها بين منتخبي غانا وكوت ديفوار، حيث كانت الغلبة للأخير. منتخب كوت ديفوار كان أحد أقوى المنتخبات الأفريقية بقيادة الأسطورة ديديه دروجبا، والأخوين يايا وكولو توريه، لكنهم فشلوا في تحقيق البطولة.. جيل تاريخي كان يكتفي بالتأهل للمونديال وحقق ذلك في أعوام 2006،2010، 2014، لكن كانت " الكان" عصية عليهم، واعتزل دروجبا اللعب الدولي، دون أن يحقق تلك البطولة.. خسر نهائيين واحد منهما أمام مصر ولم يتمكن من إضافة تلك البطولة لسجله. بالنسبة ليايا توريه، رفض تعليق حذائه دوليًا دون إسعاد جمهور بلاده بتحقيق البطولة، والتي لم يحققوها سوى مرة قبل تلك النسخة، ودخل " الأفيال" البطولة بقيادة أفضل لاعب في أفريقيا آنذاك ومعه المتألقين جيرفينيو وولفريد بوني، وهم آملين في فك النحس والظفر بكأس الأمم. وقع المنتخب الإيفواري في المجموعة الرابعة القوية رفقة مالي وغينيا والكاميرون، واستطاع الأفيال التأهل في الصدارة بعد جمعهم 5 نقاط. وفي ربع النهائي، التقى منتخب كوت ديفوار بنظيره الجزائري، ليقصيه بفوزه عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليضربوا موعدًا مع الكونغو الديمقراطية، وينتصروا عليهم بذات النتيجة، ليتأهلوا للنهائي. المباراة النهائية كانت ستجمع المنتخب الإيفواري بنظيره الغاني، أقوى منتخبات أفريقيا، والباحث عن لقب أفريقي غائب عنه أيضًا. المباراة النهائية أُقيمت على ملعب باتا بغينيا الإستوائية، يوم 8 فبراير 2015، بحضور ما يقارب ال 33 ألف مشجع.. مباراة قوية مرتقبة تجمع أقوى منتخبين في القارة في ذلك الوقت. منتخب غانا كان الأفضل والأقرب لتحقيق الانتصار، ولولا القائمين، لسجل " البلاك ستارز" هدفين، وتُوجوا باللقب، لكن التعادل السلبي ظل قائمًا في الوقت الأصلي والإضافي، لتتجه المباراة لركلات الحظ الترجيحية. غانا وكوت ديفوار في نهائي كان 2015 منتخب كوت ديفوار لم يكن سعيدًا بتوجه المباراة لركلات الحظ الترجيحية، التي لم تنصفه في نهائي نسخة 2006 أمام مصر، ونسخة نهائي 2012 أمام زامبيا. وفي أول ركلتين، بدت الأمور بأن كوت ديفوار ستخسر البطولة للمرة الثالثة بركلات الترجيح في 9 أعوام، فسدد ولفريد بوني في العارضة، وتالو جادجي خارج الشباك، فيما سجل مبارك واكاسو وجوردان أيو للغانيين. وفي الركلة الثالثة لغانا، تمكن بوبكر باري من التصدي لتسديدة أفري أكوا، فيما نجح سيرجي أورييه في التسجيل ل كوت ديفوار. وأهدر فرانك أتشيمبونج الركلة الرابعة للغانيين، ليرد عليه دومبيا بالتسجيل لكوت ديفوار، لتتعادل النتيجة بين المنتخبين، ويستمرا في تسجيل الركلة تلو الأخرى، وصولًا لركلتي حارسي المرمى، بريماه رزاق حامي عرين المنتخب الغاني، وباري من جهة كوت ديفوار. سدد رزاق أولًا، وتصدى بوبكر ببراعة لركلة حارس مرمى غانا.. لم يصدق نفسه وارتمى على الأرض فرحًا، قبل أن يلتقط الكرة لتولى تنفيذ الركلة الحادية عشرة لكوت ديفوار، مسددًا إياها بنجاح، مهديًا بلاده اللقب القاري الثاني بعد سنين عجاف، كان عنوانها الخسارة والحسرة.. 23 عامًا بدون لقب أفريقي. حقق الأفيال لقبهم الأفريقي أخيرًا بعد سنوات من عدم التوفيق، وإن كان ذلك بعد اعتزال أسطورتهم دروجبا دوليًا، لكن لم يكن ذلك بالأزمة للإيفواريين، الذين تمكنوا أخيرًا من فك النحس الذي لازمهم لسنوات، بقيادة المدرب البارع هيرفي رينارد