خطبة الجمعة.. نوح العيسوي: الحضارة الإسلامية تميزت بالعالمية والرسالة الإنسانية .. النبي وقف لمرور جنازة رجل يهودي.. الدين يدعو إلى التراحم والتعاون مع جميع البشر.. فيديو

التليفزيون المصري ينقل خطبة الجمعة من محافظة الغربية
الدكتور نوح العيسوي يخطب عن إنسانية الحضارة الإسلامية
- الحضارة الإسلامية تميزت بالعالمية والرسالة الإنسانية
-الحضارة الإسلامية احتلت مكانة كبيرة فكانت الأطول عمرا والأكثر تأثيرا
-احترام آدمية الإنسان وتقدير قيمته مظهر إنساني من الحضارة الإسلامية

نقل التليفزيون المصري، بث مباشر لشعائر خطبة وصلاة الجمعة من المسجد الكبير، بمحافظة الغربية.
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم لتكون تحت عنوان: "إنسانية الحضارة الإسلامية"، وشددت الوزارة على ضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية والصحية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، والمحافظة على التباعد الجسدي، واصطحاب المصلى الخاص.
وكلف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الدكتور نوح عبد الحليم العيسوي وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير، بأداء خطبة اليوم، بمسجد عزبة الشمولوسي بالهياتم مركز ومدينة المحلة بالغربية، مؤكداً ترجمة الخطبة الموحدة إلى 20 لغة أجنبية من بينها لغة الإشارة.
وفي خطبة الجمعة، قال الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، إن الحضارة الإسلامية تميزت بأنها عالمية، حيث إن رسولنا أرسله الله إلى الناس كافة، يقول الله تبارك وتعالى: "وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"، ويقول أيضاً: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وأشار العيسوي خلال خطبة الجمعة المعنونة ب "إنسانية الحضارة الإسلامية"، بمسجد عزبة الشمولوسي بالهياتم مركز ومدينة المحلة بالغربية، إلى أن الحضارة الإسلامية حضارة تعطي لكل مخلوق حقه في الحياة، فلم تقتصر إنسانيتها على البشر بل امتدت إلى الحيوان والجماد، فجعلت سُقيا كلب سبب في دخول الجنة، وحبس قطة سبباً في دخول النار يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض".
وشدد وكيل وزارة الأوقاف على أن الحضارة الإسلامية نموذجاً للإنسانية، فهي مع الإنسان والحيوان مع المسلم وغيره، وهذا ما طبقه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حينما وجد رجل كبير السن من أهل الكتاب يسأل الناس: فقال الرجل: "أسال الناس الصدقة لأنفق على أولادي"، فقال عمر: "ما أنصفناك في شبيبتك وضيعناك في كبرك"، وهذه هي رائعة من روائع الحضارة الإسلامية، التي أخبر عنها رسولنا بقوله :إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
قال الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، إن ديننا هو دين الحضارة والقيم بل هو منبع الحضارات والثقافات ، دين يدعو إلى التراحم والتسامح والتآلف والتعارف والتعاون والتواصل بين جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم.
وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة، من المسجد الكبير بمحافظة الغربية، أن الله ذكر في كتابه العزيز قوله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" منوها أن المتأمل في الحضارة الإسلامية يجد أنها احتلت مكانة رفيعة بين الحضارات الكبرى بين تاريخ الحضارات البشرية، فهي أطولهم عمرا وأكثرهم تأثيرا في غيرها.
وذكر وكيل وزارة الأوقاف، أن من أبرز ما تميزت به الحضارة الإسلامية هو أنها حضارة إنسانية مليئة بالقيم الأخلاقية حضارة تقرر العدل وترفض الظلم تركز على الصدق وترفض الكذب، تؤكد على الأمانة وترفض الخيانة، وتحترم آدمية الإنسان وترفض القتل وسفك الدماء، تؤكد على المساواة بين جميع البشر.
وأشار إلى أن الله كرم الإنسان على إطلاق إنسانيته، فقال سبحانه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ" منوها أن الله لم يفرق بين إنسان وآخر.
كما وقف النبي في خطبة الوداع مخاطبا الناس "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى.
وأكد أن احترام آدمية الإنسان وتقدير قيمته أيا كانت، هو مظهر إنساني من مظاهر الحضارة الإسلامية.
حكي الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، موقف للنبي الكريم حينما رأى جنازة رجل يهودي مرت أمامه.
واستشهد نوح العيسوي، في خطبة الجمعة، من المسجد الكبير بمحافظة الغربية، بما روى عن قَيْسَ بنَ سَعْدٍ، وَسَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ، كَانَا بالقَادِسِيَّةِ فَمَرَّتْ بهِما جِنَازَةٌ فَقَامَا، فقِيلَ لهمَا: إنَّهَا مِن أَهْلِ الأرْضِ، فَقالَا: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّتْ به جِنَازَةٌ، فَقَامَ فقِيلَ: إنَّه يَهُودِيٌّ، فَقالَ: أَليسَتْ نَفْسًا.
وقال خطيب المسجد الكبير بمحافظة الغربية، أن إنسانية الحضارة الإسلامية تتجلى في ترسيخ قيم المحبة والاحترام وإعطاء كل ذي حق حقه ، فيقول النبي "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" ثم بين النبي بيانا عمليا حين سجد فأطال السجود فلما انتهت الصلاة، قال الناس : لقد سجدت يا رسول الله في هذه الصلاة لسجدة ما كنت تسجدها أبدا، أفشئ أمرت به يا رسول الله ؟ فقال النبي : كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.