علمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مشروعا مصريا عملاقا لاستخراج غاز الميثان من بحيرة "كيفو" فى رواندا واستخدامه فى إنتاج الكهرباء، سوف يبدأ تنفيذه بحلول نهاية شهر مايو المقبل بتكلفة استثمارية إجمالية تناهز 400 مليون دولار، على أن ينتهى العمل فيه خلال عام واحد. وينفذ المشروع الأول من نوعه لتوليد الطاقة من غاز الميثان على مستوى القارة الأفريقية "كونسيرتيوم" شركات مصرية بالتعاون مع هيئة التمويل الدولية. وقال المهندس محمود سالم، استشارى المشروع ومدير إحدى الشركات المساهمة فى الكونسيرتيوم المصرى، لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى دول حوض النيل، إن هذا المشروع الرائد سيسهم فى حل مشكلات الطاقة فى رواندا التى تعتمد حتى الآن بشكل كامل على الديزل بتكلفته الكبيرة، خاصة أنه يتم نقله اليها برا نظرا لكونها دولة مغلقة لا تمتلك موانىء بحرية. وحرص المهندس محمود سالم على توجيه الشكر للحكومة المصرية ووزارة الخارجية على الجهود التى تبذلها لدعم أنشطة المستثمرين المصريين فى القارة الافريقية من خلال توطيد علاقات مصر بتلك الدول، الأمر الذى من شأنه فتح أسواق الدول الأفريقية، خاصة بمنطقة حوض النيل ومشروعاتها، أمام الشركات المصرية الجادة، مشيرا فى هذا الصدد إلى الجولة الحالية لوزير الخارجية محمد عمرو فى دول حوض النيل ومن بينها رواندا وانعكاساتها على تعميق التعاون وفتح آفاق الاستثمار المشترك وتدشين مشروعات مفيدة للشعب المصرى وشعوب دول هذه المنطقة. وأشار إلى أن المشروع سيوفر لرواندا، التى تسعى حاليا لوضع نفسها اقتصاديا وتجاريا وسياحيا بقوة على خريطة المنافسة الاقتصادية أفريقيًا، الطاقة اللازمة للصناعة بشكل أقل سعرًا مقارنة بالدول الأفريقية المجاورة. وقال المهندس محمود سالم إن هذا المشروع المصرى الرائد يتم بالاشتراك مع هيئة التمويل الدولية، ما يعطى المشروع والشركات المصرية المشاركة بشكل عام قدرا كبيرا من المصداقية بشأن جديتها، ما يمنحها الفرصة للتوسع فى القارة الأفريقية. وأضاف أن هناك إمكانيات كبيرة للتوسع فى هذا المشروع العملاق بستة أضعاف حجمه الحالى، خاصة فى ضوء أن بحيرة كيفو تمتد إلى دولة الكونجو المجاورة. وأشار إلى أن الشركات المصرية، خاصة العاملة فى مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية، لديها فرصة كبيرة للإسراع باقتحام السوق الرواندى الواعد، لأن رواندا تغيرت بشكل هائل خلال السنوات الأخيرة وتحاول أن تحذو حذو التجربة السنغافورية، موضحا أن معايير دخول السوق الرواندية صارمة لكنها تتسم بعدم التعقيد والجدية، حيث يمكن لأى شركة راغبة فى الاستثمار استخراج جميع أوراق عملها فى غضون يوم واحد من خلال هيئة الاستثمار الرواندية. ويشير موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط فى دول حوض النيل إلى أن هناك عملية تحول تاريخية تتم على قدم وساق فى رواندا الآن بعدما أعادت القيادة الرواندية توحيد شعبها وانتهت مرحلة الحرب بين قبيلتى التوتسى والهوتو بجميع تداعياتها منذ عدة سنوات، وأصبح الشعار الذى يرفعه الروانديون (نحو 11 مليون نسمة بينهم 2 مليون مسلم) هو "لسنا هوتو وتوتسى كلنا روانديون"، فى وقت تسارع فيه شركات الدول الصناعية للفوز بعقود ومناقصات ضخمة فى هذه الدولة البازغة.